وما إن بلغت «التَّنعيم» [1] حتَّى لقيت عثمان بن طلحة [2] فقال:
إلى أين يا بنت «زاد الرَّاكب»؟!.
فقلت: أريد زوجي في المدينة.
قال: أو ما معك أحدٌ؟!.
قلت: لا والله إلاَّ الله ثمَّ بنيَّ هذا.
قال: والله لا أتركك أبدًا حتَّى تبلغي المدينة.
ثمَّ أخذ بخطام [3] بعيري، وانطلق يهوي بي ...
فوالله ما صحبت رجلًا من العرب قطُّ أكرم منه ولا أشرف، كان إذا بلغ منزلًا من المنازل ينيخ بعيري، ثمَّ يستأخر عنِّي، حتَّى إذا نزلت عن ظهره واستويت على [1] التنعيم: مكان على ثلاثة أميال من مكَّة. [2] عثمان بن طلحة: كان حاجب بيت الله في الجاهلية، أسلم مع خالد ابن الوليد وشهد فتح مكَّة، فدفع إليه الرَّسول عليه الصَّلاة والسَّلام مفتاح الكعبة وكان يوم رافق أم سلمة مشركاً. [3] الخِطام: حبلٌ يجعل في عنق البعير ليقاد به.