فشعورها بها أشدُّ وأعمق، وتصويرها لها أدقُّ وأبلغ.
قالت أمُّ سلمة:
لما عزم أبو سلمة على الخروج إلى المدينة أعدَّ لي بعيراً، ثمَّ حملني عليه، وجعل طفلنا سلمة في حجري، ومضى يقود بنا البعير وهو لا يلوي [1] على شيءٍ.
وقبل أن نفصل [2] عن مكَّة؛ رآنا رجالٌ من قومي بني «مخزوم» فتصدَّوا لنا وقالوا لأبي سلمة:
إن كنت قد غلبتنا على نفسك، فما بال امرأتك هذه؟! ...
وهي بنتنا، فعلام نتركك تأخذها منَّا وتسير بها في البلاد؟!.
ثمَّ وثبوا عليه، وانتزعوني منه انتزاعًا. [1] لا يلوي على شئ: لا يقف عند شئ ولا ينتظر. [2] قبل أن نفصل عن مكَّة: قبل أن نخرج منها.