وأمَّا اسمها فهند، لكنها كنيت بأمُّ سلمة، ثمَّ غلبت عليها الكنية.
****
أسلمت أمُّ سلمة مع زوجها فكانت هي الأخرى من السَّابقات إلى الإسلام أيضًا.
وما إن شاع نبأ إسلام أمِّ سلمة وزوجها حتَّى هاجت قريشٌ وماجت وجعلت تصبُّ عليهما من نكالها [1] ما يزلزل الصُّمَّ الصِّلاب [2]، فلم يضعفا ولم يَهِنا ولم يتردَّدا.
ولمَّا اشتد عليهما الأذى وأذِن الرَّسول صلوات الله عليه لأصحابه بالهجرة إلى «الحبشة» كانا في طليعة المهاجرين.
****
مضت أمُّ سلمة وزوجها إلى ديار الغربة وخلَّفت وراءها في مكَّة بيتها الباذخ [3] وعزَّها الشامخ، ونسبها [1] النكال: الأذى الشديد الذي يجعل المصاب به عبره لغيره. [2] الصم الصِّلاب: الصخور القاسية. [3] الباذخ: العالي الرفيع.