كلُّ امرأة معنا بواحد من الرُّضعاء ... أما أنا فلم أظفر بأحدٍ ... فلمَّا أزمعنا الرَّحيل قلت لزوجي:
إنِّي لأكره أن أرجع إلى منازلنا وألقى بني قومنا خَاوية الوِفَاض [1] دون أن آخذ رضيعًا، فليس في صُويحباتي امرأةٌ إلاَّ ومعها رضيعٌ.
والله لأذهبنَّ إلى ذلك اليتيم، ولآخذنَّه.
فقال لي زوجي:
لا بأس عليك، خذيه فعسى أن يجعل الله فيه خيرًا فذهبت إلى أمِّه وأخذته ...
ووالله ما حملني على أخذه إلاَّ أنِّي لم أجد غلامًا سواه.
****
فلمَّا رجعت به إلى رحلي وضعته في حجري، [1] خَاويَة الوِفَاض: الوفاض هو جلدة توضع تحت الرحى لتلقى الطحين، وخالية الوفاض: كناية عن الحاجة الشديدة وإلآَّفلاس التام.