اسم الکتاب : معجم الجرح والتعديل لرجال السنن الكبرى المؤلف : نجم عبد الرحمن خلف الجزء : 1 صفحة : 216
يريد أنها لا تليق به إلَّا في هذا الموطن. ولم يكن يقصد إطلاقها عليه كحكم ثابت وملازم لهذا الراوي في جميع أحواله. أو أنه هو الحكم المناسب له.
أ- فقد يطلق عبارة "الضعف" عني الصدوق الذي يخطئ أحيانًا كما صنع مع "أيوب بن سويد" فإنه قال فيه: "هو ضعيف" [1]. فهو إنما قصد أنه ضعيف في هذا الموطن وأنه أخطأ في، روايته ووهم فلزم تضعيفه هنا.
ب- وربما أطلقها على مَنْ تركه المحدثون وأسقطوه. كما صنع في الحارث بن نبهان [2]، والسري بن إسماعيل الهمداني [3]، وخالد بن إلياس [4] وجميع هؤلاء متروكون ساقطون في الاحتجاج عند جمهور المحدثين. وهو إنما أراد الضعف المطلق. وهي لفظة عامة تدخل في عمومها بقية الألفاظ التي هي دونها، والحق أنَّ تصرف الإِمام البيهقي في ظاهره تنقصه الدّقة في العبارة؛ على اعتبار أنّ بقية العبارات الداخلة في مسمَّى الضعف لها اصطلاحاتها الفنية المعبِّرة عنها. فكان أحرى به أنْ يستعملها في مثل هذه المواطن، إلاّ أنه إنما أراد أن من كانت هذه صفته فهو ليس بمتروك عنده حتى يجمع المحدثون على تركه. وهذه النماذج التي ذكرناها -من أسماء هؤلاء الذين تركهم جمهور النقاد، واكتفى الآخرون بتضعيفهم ضعفًا متفاوتًا، بعضه خفيف، ومنهم مَنْ كان يكتب حديث بعضهم- تدل على ذلك.
وقد تابع البيهقيُّ في ذلك الحافظَ الناقدَ أحمد بن صالح، فقد نقل عنه مذهبه الذي يقول فيه: "لا يترك حديث الرجل حتى يجمع الجميع على ترك [1] البيهقي- السنن الكبرى: 10/ 271. [2] المصدر السابق: 8/ 89. وانظر: ابن حجر- تهذيب التّهذيب: 2/ 158 - 159. [3] المصدر السابق: 8/ 344. وانظر: ابن حجر- تهذيب التّهذيب: 3/ 459 - 460. [4] المصدر السابق: 2/ 124، 7/ 290، وانظر: ابن حجر- تهذيب التّهذيب: 3/ 80 - 81.
اسم الکتاب : معجم الجرح والتعديل لرجال السنن الكبرى المؤلف : نجم عبد الرحمن خلف الجزء : 1 صفحة : 216