اسم الکتاب : التفسير البسيط المؤلف : الواحدي الجزء : 1 صفحة : 113
بالحروب والقتال على الملك" [1] وتظاهر ملوك تلك الدول بمظاهر الخلفاء، وتلقبوا بألقابهم، وفيهم قال الشاعر ([2]):
مما يزهدني في أرض أندلس ... تلقيب معتضد فيها ومعتمد
ألقاب مملكة في غير موضعها ... كالهر يحكي انتفاخاً صولة الأسد
وكان تفرقهم وتقاتلهم وبغي بعضهم على بعض مطمعاً للنصارى المجاورين لهم، الذين رأوا الفرصة سانحة في ظل غياب الخلافة، وتفرق الدولة، خصوصاً بعد أن استعان بهم بعض أولئك الملوك على إخوانهم، فانقض النصارى على تلك الدول، وأسقطوها واحدة تلو الأخرى، وجرى للإسلام والمسلمين على أيديهم ما يجل عن الوصف، ويندى له جبين الحر.
1 - الدولة الغزنوية:
كانت خراسان وبلاد ما وراء النهر تحت حكم الدولة السامانية (3)
(1) "سير أعلام النبلاء" 15/ 177. [2] هو أبو علي الحسن بن رشيق القيرواني، ينظر: ديوانه ص 59، وقيل: هما لشاعر الأندلس: محمد بن عمار. ينظر: "نفح الطيب" 1/ 213.
(3) تنسب لـ"سامان خداه" وهو فارسي، أسلم على يد أسد بن عبد الله القسري، والي خراسان في أواخر عهد الأمويين، واشتهر من السامانيين: نصر بن أحمد، الذي ولاه الخليفة المعتمد سائر بلاد ما وراء النهر، ومن ثم تأسست الدولة السامانية، ثم توفي سنة 279، خلفه أخوه إسماعيل الذي استطاع أن يضم إلى سلطانه بلاد خراسان وغيرها، وقد بقي الملك في أبناء إسماعيل، حتى زالت دولتهم سنة 389، على يد الغزنويين في خراسان، وعلى يد أيلك خان ملك الترك في بلاد ما وراء النهر. ينظر: "تاريخ بخاري" للنرشخي ص 105، و"المنتظم" 7/ 202، و"الكامل" 6/ 3 و"العبر" 2/ 173، و"تاريخ الإسلام السياسي" 3/ 71 - 82.
اسم الکتاب : التفسير البسيط المؤلف : الواحدي الجزء : 1 صفحة : 113