اسم الکتاب : اللباب في تفسير الاستعاذة والبسملة وفاتحة الكتاب المؤلف : اللاحم، سليمان بن إبراهيم الجزء : 1 صفحة : 393
قالوا: فهذا الحديث يدل على أن المأموم لا يقرأ خلف إمامه، لا الفاتحة ولا غيرها، إذا جهر إمامه في القراءة، لأن قراءة الإمام في هذه الحال قراءة لمن خلفه. ولهذا أمر المأموم بالإنصات لقراءة الإمام [1] - كما في الآية والأحاديث السابقة.
6 - وعن عمران بن حصين - رضي الله عنه - «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى الظهر، فجعل رجل يقرأ خلفه بسبح اسم ربك الأعلى، فلما انصرف قال: أيكم قرأ، أو أيكم القارئ؟ فقال رجل: أنا، فقال: قد ظننت أن بعضكم خالجنيها» [2]. قال أبو داود: قال الوليد في حديثه:
= بن شداد، ثم ذكر أن له شواهد من حديث عبد الله بن عمر، وعبد الله بن مسعود وأابي هريرة وابن عباس، وأنه جاء مرسلًا عن أبي الدرداء وعلي والشعبي، وقد اعتبره الألباني بمجموع هذه الطرق كلها- وإن كانت لا تخلو من ضعف بأنه «حديث حسن» قال: لأن الطرق بمجموعها تشهد أن للحديث أصلًا قال: لأن مرسل الحديث ابن شداد صحيح الإسناد بلا خوف، والمرسل إذا رُوي موصولًا من طريق أخرى اشتد عضده، وصلح للاحتجاج به، كما هو مقرر في مصطلح الحديث، فكيف وهذا المرسل قد روي من طرق كثيرة كما رأيت».
وقال اللكنوي في «إمام الكلام» ص 217: «والحاصل أن طرق الحديث الذي نحن فيه بعضها صحيح، أو حسن، وبعضها ضعيف ينجبر ضعفه بغيرها من الطرق الكثيرة. فالقول بانه حديث غير ثابت أو غير محتج به، ونحو ذلك غير معتد به».
وانظر في ذكر طرق هذا الحديث وشواهده وكلام أهل العلم في تضعيفها: «القراءة خلف الإمام» للبيهقي ص 178 وما بعدها، «نصب الراية» 2: 6 - 14، «تنقيح التحقيق» 3: 842 وما بعدها، «الدراية في تخريج أحاديث الهداية» 1: 162 - 164، «إمام الكلام في القراءة خلف الإمام» ص 199 - 217. [1] انظر «مجموع الفتاوى» 23: 271، «صفة صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم -» للألباني ص 56. [2] خالجنيها: أي نازعنيها. وهذا الحديث اخرجه مسلم- في الصلاة- باب نهي المأموم عن جهره بالقراءة خلف إمامه الحديث 398، وأبو داود في الصلاة- باب من رأى القراءة إذا لم يجهر الإمام بقراءته- الحديثان 879 - 880، والدراقطني 1: 326، 405، والبيهقي في «القراءة خلف الإمام» الأحاديث 360 - 364.
اسم الکتاب : اللباب في تفسير الاستعاذة والبسملة وفاتحة الكتاب المؤلف : اللاحم، سليمان بن إبراهيم الجزء : 1 صفحة : 393