اسم الکتاب : تفسير آيات من القرآن الكريم المؤلف : محمد بن عبد الوهاب الجزء : 1 صفحة : 128
يا ابن الخطاب؟ والذي نفسي بيده لقد جئتكم بها بيضاء نقية. لا تسألوهم عن شيء فيخبرونكم بحق فتكذبونه، أو بباطل فتصدقونه، والذي نفسي بيده لو كان موسى حيا ما وسعه إلا اتباعي" [1] رواه أحمد.
وفي لفظ أنه استكتب جوامع مع التوراة وقال: ألا أعرضها عليك، وفيه: "لو أصبح فيكم موسى حيا ثم اتبعتموه وتركتموني لضللتم. إنكم حظي من الأمم وأنا حظكم من النبيين" [2].
وقد انتفع عمر بهذا فقال للذي نسخ كتاب دانيال: امحه بالحميم والصوف الأبيض، وقرأ عليه أول هذه السورة، وقال: "لئن بلغني أنك قرأته أو أقرأته أحدا من الناس لأنهكنك عقوبة":
والمراد بأحسن القصص القرآن، لا قصة يوسف وحدها وقوله: {تِلْكَ} أي هذه {آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ} [3] الواضح الذي يوضح الأشياء المبهمة وقوله: {لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} [4] أي تفهمون معانيه، والقصص مصدر قص الحديث يقصه قصصا، أي بإيحائنا إليك هذا القرآن، وقوله: {لَمِنَ الْغَافِلِينَ} [5] أي الجاهلين به.
وهذا مما يبين جلالة القرآن، لأن فيه دلالة على أن علمه صلى الله عليه وسلم من القرآن، وفيه دلالة على جلالة الله وقدرته، ودلالة على عظيم نعمته على نبيه صلى الله عليه وسلم وفيه دلالة على كذب من ادعى أن غيره من الكتب أوضح منه. [1] الحديث رواه أحمد وابن ماجه عن ابن عباس رضي الله عنه. راجع: كنز العمال جـ 1 ص 200- 201. [2] أحمد (3/470) . [3] سورة يوسف آية: 1. [4] سورة يوسف آية: 2. [5] سورة يوسف آية: 3.
اسم الکتاب : تفسير آيات من القرآن الكريم المؤلف : محمد بن عبد الوهاب الجزء : 1 صفحة : 128