اسم الکتاب : تفسير الطبري = جامع البيان - ت شاكر المؤلف : الطبري، أبو جعفر الجزء : 1 صفحة : 31
يعني: أنها لا تقضي عنها شيئا لزمها لغيرها; لأن القضاء هنالك من الحسنات والسيئات على ما وصفنا. وكيف يقضي عن غيره ما لزمه من كان يسره أن يثبت له على ولده أو والده حق، فيؤخذ منه ولا يتجافى له عنه؟ . (1)
وقد زعم بعض نحويي البصرة أن معنى قوله: (لا تجزي نفس عن نفس شيئا) : لا تجزي منها أن تكون مكانها.
وهذا قول يشهد ظاهر القرآن على فساده. [2] وذلك أنه غير معقول في كلام العرب أن يقول القائل:"ما أغنيت عني شيئا"، بمعنى: ما أغنيت مني أن تكون مكاني، بل إذا أرادوا الخبر عن شيء أنه لا يجزي من شيء، قالوا:"لا يجزي هذا من هذا"، ولا يستجيزون أن يقولوا:"لا يجزي هذا من هذا شيئا".
فلو كان تأويل قوله: (لا تجزي نفس عن نفس شيئا) ما قاله من حكينا قوله لقال: (واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس) كما يقال: لا تجزي نفس من نفس، ولم يقل:"لا تجزي نفس عن نفس شيئا". وفي صحة التنزيل بقوله:"لا تجزي نفس عن نفس شيئا" أوضح الدلالة على صحة ما قلنا وفساد قول من ذكرنا قوله في ذلك. (3)
* * *
القول في تأويل قوله تعالى {وَلا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ}
قال أبو جعفر: و"الشفاعة" مصدر من قول الرجل:"شفع لي فلان إلى فلان شفاعة [4] وهو طلبه إليه في قضاء حاجته. وإنما قيل للشفيع"شفيع وشافع" لأنه
(1) في المطبوعة: "فيأخذه منه"، والذي في المخطوطة أعرب. تجافى له عن الشيء: أعرض عنه ولم يلازمه بطلبه، وتجاوز له عنه. [2] انظر ما مضى في معنى"ظاهر" [1]، 72، تعليق: [2]، وهذا الجزء [2]: 15.
(3) هذا من جيد البيان عن معاني اللغة، وهو منهج من النظر سبق به الطبري كل من تكلم في الفصل بين معاني الكلام العربي. [4] في المخطوطة: " شفع لي فلان شفاعة". بالحذف.
22- حدثنا ابن البرقي، قال: حدثنا ابن أبي مريم، قال: حدثنا نافع بن يزيد، قال: حدثني عُقَيْل بن خالد، عن ابن شهاب، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أقرأني جبريل القرآنَ على حرف، فاستزدته فزادني، ثم استزدته فزادني، حتى انتهى إلى سبعة أحرف [1] .
23- حدثني الربيع بن سليمان، قال: حدثنا أسد بن موسى، قال: حدثنا سفيان، عن عبيد الله بن أبي يزيد، عن أبيه، أنه سمع أم أيوب تحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم، فذكر نحوَه - يعني نحو حديث ابن أبي مخلد [2] . [1] الحديث 22- هذا إسناد صحيح. قد مضى برقم: 19، بإسنادين آخرين، وبينا تخريجه هناك.
و"ابن البرقي"، شيخ الطبري: هو "أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم" المصري الحافظ، توفي سنة 270. وله ترجمة في تذكرة الحفاظ 2: 135.
و"ابن أبي مريم": هو "سعيد بن الحكم بن محمد بن سالم" المصري، عرف بابن أبي مريم. مترجم في التهذيب. [2] الحديث 23- هذا إسناد صحيح. فالربيع بن سليمان: هو المرادي المؤذن، صاحب الشافعي وراوية كتبه. وأسد بن موسى المرواني الأموي المصري: يقال له "أسد السنة"، ثقة من الثقات، قال البخاري في التاريخ الكبير: 1\ 2\ 50: "مشهور الحديث". والحديث مكرر رقم: 20، كما أشار إلى ذلك الطبري بالإحالة عليه. وسيأتي عقب هذا بإسناد آخر.
اسم الکتاب : تفسير الطبري = جامع البيان - ت شاكر المؤلف : الطبري، أبو جعفر الجزء : 1 صفحة : 31