responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير الطبري = جامع البيان - ط هجر المؤلف : الطبري، أبو جعفر    الجزء : 23  صفحة : 568
§وَقَوْلُهُ: {ثِيَابُ سُنْدُسٍ} [الإنسان: 21] يَعْنِي: ثِيَابَ دِيبَاجٍ رَقِيقٍ حَسَنٍ، وَالسُّنْدُسُ: هُوَ مَا رَقَّ مِنَ الدِّيبَاجِ.

§وَقَوْلُهُ: {خُضْرٌ} [يوسف: 43] اخْتَلَفَ الْقُرَّاءُ فِي قِرَاءَةِ ذَلِكَ، فَقَرَأَهُ أَبُو جَعْفَرٍ الْقَارِئُ وَأَبُو عَمْرٍو بِرَفْعِ {خُضْرٌ} [يوسف: 43] عَلَى أَنَّهَا نَعْتٌ لِلثِّيَابِ، وَخَفْضِ {إِسْتَبْرَقٍ} [الرحمن: 54] عَطْفًا بِهِ عَلَى السُّنْدُسِ، بِمَعْنَى: وَثِيَابُ إِسْتَبْرَقٍ. وَقَرَأَ ذَلِكَ عَاصِمٌ وَابْنُ كَثِيرٍ: {خُضْرٍ} [يوسف: 43] خَفْضًا {وَإِسْتَبْرَقٌ} [الكهف: 31] رَفْعًا، عَطْفًا بِالْإِسْتَبْرَقِ عَلَى الثِّيَابِ، بِمَعْنَى: عَالِيَهُمُ إِسْتَبْرَقٌ، وَتَصْيِيرًا لِلْخُضْرِ نَعْتًا لِلسُّنْدُسِ. وَقَرَأَ نَافِعٌ ذَلِكَ: {خُضْرٌ} [يوسف: 43] رَفْعًا عَلَى أَنَّهَا نَعْتٌ لِلثِّيَابِ وَإِسْتَبْرَقٌ رَفْعًا عَطْفًا بِهِ عَلَى الثِّيَابِ. وَقَرَأَ ذَلِكَ عَامَّةُ قُرَّاءِ الْكُوفَةِ: (خُضْرٍ وَإِسْتَبْرَقٍ) خَفْضًا كِلَاهُمَا. وَقَرَأَ ذَلِكَ ابْنُ مُحَيْصِنٍ بِتَرْكِ إِجْرَاءِ الْإِسْتَبْرَقِ: (وَإِسْتَبْرَقَ) بِالْفَتْحِ بِمَعْنَى: وَثِيَابَ إِسْتَبْرَقَ، وَفَتَحَ ذَلِكَ

عَلَاهُمْ فَهُوَ عَالِيَهُمُ. وَقَدِ اخْتَلَفَ أَهْلُ الْقِرَاءَةِ فِي قِرَاءَةِ ذَلِكَ فَقَرَأَتْهُ عَامَّةُ قُرَّاءِ الْمَدِينَةِ وَالْكُوفَةِ وَبَعْضِ قُرَّاءِ مَكَّةَ: (عَالِيهِمْ) بِتَسْكِينِ الْيَاءِ. وَكَانَ عَاصِمٌ وَأَبُو عَمْرٍو وَابْنُ كَثِيرٍ يَقْرَءُونَهُ بِفَتْحِ الْيَاءِ، فَمَنْ فَتَحَهَا جَعَلَ قَوْلَهُ {عَالِيَهُمْ} [الإنسان: 21] اسْمًا رَافِعًا لِلثِّيَابِ، مِثْلُ قَوْلِ الْقَائِلِ: ظَاهِرُهُمْ ثِيَابُ سُنْدُسٍ. وَالصَّوَابُ مِنَ الْقَوْلِ فِي ذَلِكَ عِنْدِي أَنَّهُمَا قِرَاءَتَانِ مَعْرُوفَتَانِ مُتَقَارِبَتَا الْمَعْنَى، فَبِأَيَّتِهِمَا قَرَأَ الْقَارِئُ فَمُصِيبٌ.

اسم الکتاب : تفسير الطبري = جامع البيان - ط هجر المؤلف : الطبري، أبو جعفر    الجزء : 23  صفحة : 568
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست