responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير الطبري = جامع البيان - ط هجر المؤلف : الطبري، أبو جعفر    الجزء : 1  صفحة : 652
الْأَطْفَالَ لَوَجَبَ أَنْ يَكُونَ الْمُسْتَحْيُونَ هُمُ الصَّبَايَا. قَالُوا: وَفِي إِخْبَارِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنَّهُمُ النِّسَاءُ مَا يُبَيِّنُ أَنَّ الْمُذَبَّحِينَ هُمُ الرِّجَالُ. وَقَدْ أَغْفَلَ قَائِلُو هَذِهِ الْمَقَالَةِ مَعَ خُرُوجِهِمْ مِنْ تَأْوِيلِ أَهْلِ التَّأْوِيلِ مِنَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ مَوْضِعَ الصَّوَابِ، وَذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ قَدْ أَخْبَرَ عَنْ وَحْيِهِ إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنَّهُ أَمَرَهَا أَنْ تُرْضِعَ مُوسَى، فَإِذَا خَافَتْ عَلَيْهِ أَنْ تُلْقِيَهُ فِي التَّابُوتِ ثُمَّ تُلْقِيَهُ فِي الْيَمِّ. فَمَعْلُومٌ بِذَلِكَ أَنَّ الْقَوْمَ لَوْ كَانُوا إِنَّمَا يَقْتُلُونَ الرِّجَالَ وَيَتْرُكُونَ النِّسَاءَ لَمْ يَكُنْ بِأُمِّ مُوسَى حَاجَةٌ إِلَى إِلْقَاءِ مُوسَى فِي الْيَمِّ، أَوْ لَوْ أَنَّ مُوسَى كَانَ رَجُلًا لَمْ تَجْعَلْهُ أُمُّهُ فِي التَّابُوتِ؛ وَلَكِنَّ ذَلِكَ عِنْدَنَا عَلَى مَا تَأَوَّلَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ وَمَنْ حَكَيْنَا قَوْلَهُ قَبْلُ مِنْ ذَبْحِ آلِ فِرْعَوْنَ الصِّبْيَانَ وَتَرْكِهِمْ مِنَ الْقَتْلِ الصَّبَايَا. وَإِنَّمَا قِيلَ: {وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ} [البقرة: 49] إِذْ كَانَ الصَّبَايَا دَاخِلَاتٍ مَعَ أُمَّهَاتِهِنَّ، وَأُمَّهَاتُهُنَّ لَا شَكَّ نِسَاءٌ فِي الِاسْتِحْيَاءِ، لِأَنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا يَقْتُلُونَ صِغَارَ النِّسَاءِ وَلَا كِبَارَهُنَّ، فَقِيلَ: {وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ} [البقرة: 49] يَعْنِي بِذَلِكَ الْوَالِدَاتِ وَالْمَوْلُودَاتِ كَمَا يُقَالُ: قَدْ أَقْبَلَ الرِّجَالُ وَإِنْ كَانَ فِيهِمْ صِبْيَانٌ، فَكَذَلِكَ قَوْلُهُ: {وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ} [البقرة: 49] وَأَمَّا مِنَ الذُّكُورِ فَإِنَّهُ لَمَّا لَمْ يَكُنْ يَذْبَحُ إِلَّا الَمَوْلُودُونَ قِيلَ: يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ، وَلَمْ يَقُلْ يُذَبِّحُونَ رِجَالَكُمْ

§الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ} [البقرة: 49] أَمَّا قَوْلُهُ: {وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ} [البقرة: 49] فَإِنَّهُ يَعْنِي: وَفِي الَّذِي فَعَلْنَا بِكُمْ مِنْ إِنْجَائِنَا إِيَّاكُمْ مِمَّا كُنْتُمْ فِيهِ مِنْ عَذَابِ آلِ فِرْعَوْنَ إِيَّاكُمْ عَلَى -[653]- مَا وَصَفْتُ بَلَاءٌ لَكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ. وَيَعْنِي بِقَوْلِهِ بَلَاءٌ: نِعْمَةٌ

اسم الکتاب : تفسير الطبري = جامع البيان - ط هجر المؤلف : الطبري، أبو جعفر    الجزء : 1  صفحة : 652
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست