responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير الطبري = جامع البيان - ط هجر المؤلف : الطبري، أبو جعفر    الجزء : 1  صفحة : 376
وَإِنَّمَا جَعَلَ اللَّهُ إِدْخَالَهُمْ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ مَثَلًا لِاتِّقَائِهِمْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْمُؤْمِنِينَ بِمَا ذَكَرْنَا أَنَّهُمْ يَتَّقُونَهُمْ بِهِ كَمَا يَتَّقِي سَامِعُ صَوْتِ الصَّاعِقَةِ بِإِدْخَالِ أَصَابِعِهِ فِي أُذُنَيْهِ. وَذَلِكَ مِنَ الْمَثَلِ نَظِيرُ تَمْثِيلِ اللَّهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ مَا أَنْزَلَ فِيهِمْ مِنَ الْوَعِيدِ فِي آيِ كِتَابِهِ بِأَصْوَاتِ الصَّوَاعِقِ، وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ: {حَذَرَ الْمَوْتِ} [البقرة: 19] جَعَلَهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ مَثَلًا لِخَوْفِهِمْ وَإِشْفَاقِهِمْ مِنْ حُلُولِ عَاجِلِ الْعِقَابِ الْمُهْلِكِ الَّذِي تَوَعَّدَهُ بِسَاحَتِهِمْ، كَمَا يَجْعَلُ سَامِعَ أَصْوَاتِ الصَّوَاعِقِ أَصَابِعَهُ فِي أُذُنَيْهِ حَذَرَ الْعَطَبِ وَالْمَوْتِ عَلَى نَفْسِهِ أَنْ تَزْهَقَ مِنْ شِدَّتِهَا. وَإِنَّمَا نُصِبَ قَوْلَهُ: {حَذَرَ الْمَوْتِ} [البقرة: 19] عَلَى نَحْوِ مَا تُنْصَبُ بِهِ التَّكْرِمَةَ فِي قَوْلِكَ: زُرْتُكَ تَكْرِمَةً لَكَ، تُرِيدُ بِذَلِكَ: مِنْ أَجْلِ تَكْرِمَتِكَ، وَكَمَا قَالَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: {وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا} [الأنبياء: 90] عَلَى التَّفْسِيرِ لِلْفِعْلِ

وَقَدْ رُوِيَ عَنْ قَتَادَةَ: " أَنَّهُ كَانَ يَتَأَوَّلُ قَوْلَهُ: {§حَذَرَ الْمَوْتِ} [البقرة: 19] حَذَرًا مِنَ الْمَوْتِ " حَدَّثَنَا بِذَلِكَ الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَنْبَأَنَا مَعْمَرٌ، عَنْهُ وَذَلِكَ مَذْهَبٌ مِنَ التَّأْوِيلِ ضَعِيفٌ لِأَنَّ الْقَوْمَ لَمْ يَجْعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ حَذَرًا مِنَ الْمَوْتِ فَيَكُونَ مَعْنَاهُ مَا قَالَ إِنَّهُ مُرَادٌ بِهِ حَذَرًا مِنَ الْمَوْتِ، وَإِنَّمَا جَعَلُوهَا

اسم الکتاب : تفسير الطبري = جامع البيان - ط هجر المؤلف : الطبري، أبو جعفر    الجزء : 1  صفحة : 376
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست