اسم الکتاب : تفسير القرآن العظيم - جزء عم المؤلف : عبد الملك بن قاسم الجزء : 1 صفحة : 140
وجزاءهم كما قال تعالى:
{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ} بين الله تعالى في هذه الآية بيانًا مؤكدًا بـ (إن) إن الذين كفروا من أهل الكتاب وهم اليهود والنصارى، والمشركين وهم عباد الأوثان والأصنام وغيرها.
{فِي نَارِ جَهَنَّمَ} أي: في النار التي تسمى جهنم، وسميت جهنم، لبعد قعرها وسوادها.
{خَالِدِينَ فِيهَا} لا يفتر عنهم العذاب، ولا يخرجون منها ولا يموتون.
{أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ} أي: شر الخليقة حالا, لأنهم عرفوا الحق وتركوه وخسروا الدنيا والآخرة.
{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ} خير خلق الله عز وجل هم الذين آمنوا به وبرسله وعملوا الصالحات التي أمروا بها.
{جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ} قدم الله الثناء على المؤمنين الذين عملوا الصالحات على ذكر جزائهم ثم ذكر جزاءهم.
{جَنَّاتُ} جمعها لاختلاف أنواعها.
{جَنَّاتُ عَدْنٍ} العدن بمعنى الإقامة والاستقرار في المكان وعدم النزوح عنه.
{تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ} من تحت قصورها وأشجارها، وإلا فهو على سطحها وليس أسفل.
{خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا} أي: ماكثين فيها أبدًا، لا يموتون ولا يمرضون، ولا يبأسون، ولا يألمون، ولا يحزنون ولا يمسهم فيها نصب، وهم في
اسم الکتاب : تفسير القرآن العظيم - جزء عم المؤلف : عبد الملك بن قاسم الجزء : 1 صفحة : 140