اسم الکتاب : تفسير القرآن العظيم - جزء عم المؤلف : عبد الملك بن قاسم الجزء : 1 صفحة : 139
{وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ} أي: أن تفرقهم واختلافهم لم يكن لاشتباه الأمر، بل كان بعد وضوح الحق، وظهور الصواب، ثم بعث الله محمدًا فآمن به بعضهم وكفر آخرون.
{وَمَا أُمِرُوا} في الكتب المنزلة، وفي القرآن أيضًا، وهذا يبين أن الأدباء السماوية أصلها واحد.
{إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} ليلتزموا بعبادة الله، وتكون عبادتهم له خالصة لا يشركون به شيئًا.
{حُنَفَاءَ} مائلون من الشرك إلى التوحيد، مستقيمون على ملة إبراهيم عليه السلام ودين محمد - صلى الله عليه وسلم -.
{وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ} أي: يفعلوا الصلوات في أوقاتها ويعطوا الزكاة عند محلها، وخص الصلاة والزكاة، لأنهما من أعظم أركان الدين.
{وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ} أي: إن ذلك الدين هو دين الملة المستقيمة من الإخلاص والصلاة والزكاة، فلا ينبغي التفرق عنه.
{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ * إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ * جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ}.
بين الله تعالى في أول السورة كفر اليهود والنصارى والمشركين، وأن أهل الكتاب من اليهود والنصارى, كانوا ينتظرون بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - فلما بعث تفرقوا فيه فمنهم من آمن به، وكفر به أكثرهم، وكذلك الناس منهم المؤمن والكافر به، عليه الصلاة والسلام وهذه الآيات تبين مآل الفريقين
اسم الکتاب : تفسير القرآن العظيم - جزء عم المؤلف : عبد الملك بن قاسم الجزء : 1 صفحة : 139