اسم الکتاب : تفسير النسفي = مدارك التنزيل وحقائق التأويل المؤلف : النسفي، أبو البركات الجزء : 1 صفحة : 618
وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (176)
{وَلَوْ شِئْنَا لرفعناه} إلى منازل الأبرار من العلماء {بها} بتلك الايت {ولكنه أَخْلَدَ إِلَى الأرض} مال إلى الدنيا ورغب فيها {واتبع هَوَاهُ} في إيثار الدنيا ولذاتها على الآخرة ونعيمها {فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الكلب إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ} أي تزجره وتطرده {يَلْهَثْ أو تتركه} غير مطرود {يلهث} والمعنى فصفعه التي هي مثل في الخسة والضعة كصفة الكلب في أخس أحواله وأذلها وهي حال دوام اللهث به صواء حمل عليه أي شد عليه وهيج فطرد أو ترك غير متعرض له بالجمل عليه وذلك أن سائر الحيوان
الأعراف 168 170 لا يكون منه اللهث إلا إذا حرك أما الكلب فيلهث في الحالين فكان مقتضى الكلام أن يقال ولكنه أخلد إلى الأرض فخططناه ووضعنا منزلته فوضع هذا التمثيل موضع فخططاه أبلغ حط ومحل الجملة الشرطية النصب على الحال كأنه قيل كمثل الكلب ذليلاً دائم الذلة لا هنا في الحالين وقيل لما دعا بلعم على موسى خرج لسنانه فوقع على صدره وجعل يلهث كما يلهث الكلب وقيل معناه هو ضال وعظ أو ترك وعن عطاء من علم ولم يعمل فهو كالكلب ينبح إن طرد أو ترك {ذلك مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا} من الهود بع أن قرءوا نعت رسول الله صلى الله عليه وسلم فى التوراة وذكر القرآن العجز وما فيه وبشروا الناس باقتراب مبعثه {فاقصص القصص} أي قصص بلعم الذي هو نحو قصصهم {لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} فيحذرون مثل عاقبته إذا ساروا نحو سيرته
علماء بني إسرائيل وقيل هو بلعم بن باعوراء أو تى علم بعض كتب الله {فانسلخ مِنْهَا} فخرج من الآيات بأن كفر بها ونبذها وراء ظهره فلحقه الشيطان وأدركه وصار قريناً له {فَكَانَ مِنَ الغاوين} فصار من الضالين الكافرين روي أن قومه طلبوا منه أن يدعوا على موسى ومن معه فأبى فلم يزالوا به حتى فعل وكان عنده اسم الله الأعظم
اسم الکتاب : تفسير النسفي = مدارك التنزيل وحقائق التأويل المؤلف : النسفي، أبو البركات الجزء : 1 صفحة : 618