اسم الکتاب : درج الدرر في تفسير الآي والسور - ط الفكر المؤلف : الجرجاني، عبد القاهر الجزء : 1 صفحة : 739
{وَمَنْ يَتَوَكَّلْ:} كلام مستأنف. (134 و)
50 - وجواب [1] (لو) محذوف.
و {الْمَلائِكَةُ:} أعوان ملك الموت [2].
والضّرب على الوجوه لزجر المتقدّم، وعلى الأدبار لطرد المتأخّر، كأنّهم يسوقونهم سوق الخيل ويمنعونهم عن الانتشار. ويحتمل [3] أنّ الضّرب على الوجوه للتّعذيب لا بمعنى آخر، والضّرب على الأدبار للسّوق والحشر.
51 - {ذلِكَ:} إشارة إلى قوله: {وَأَنَّ اللهَ لَيْسَ بِظَلاّمٍ لِلْعَبِيدِ} أو إلى تعقيب [4] المؤاخذة وترك المعاجلة.
53 - {لَمْ يَكُ:} لم يكن. وإنّما اختصّ الكون بالإخبار لاقتضائه الآنيّة العامّة.
وإنّما سقطت النّون؛ لأنّها تشبه [5] حروف المدّ واللّين في خفائها فجاز سقوطها بالجزم [6].
والمراد ب (النّعمة) سوى نعمة التّوفيق والشّكر. وقيل: نعمة التّوفيق داخلة فيه؛ لأنّ الله لا يخذل ولا يمنع التّوفيق إلاّ مع سوء الاختيار، لا يتقدّم هذا على ذلك ولا ذاك على هذا.
{ما بِأَنْفُسِهِمْ:} على أنفسهم من الشّكر، فتغييرهم الشّكر [7] تبديله بالكفر. وقيل:
(ما بأنفسهم): عند أنفسهم من النّعمة، وتغييرهم إيّاها تسبّبهم [8] لزوالها.
و (التّغيير): تبديل الكيفيّة في الحقيقة إلاّ أنّه يستعمل في تبديل الأعيان [9] مجازا كما يقال:
انقلب التّرح فرحا والبكاء ضحكا.
54 - وإنّما كرّر التّشبيه بدأب آل فرعون للحثّ على الاعتبار. وإنّما عيّن فرعون وإهلاكه [10] بالغرق؛ لأنّه أشدّ استفاضة من أخبار عاد وثمود والذين من قبلهم.
55 - {فَهُمْ:} الفاء لتعقيب امتناعهم في الحالة الثّانية كفرهم في الحالة الأولى [11]. [1] ساقطة من ب، وبعدها في ك: أو، بدل (لو). وينظر: إعراب القرآن 2/ 190، والتبيان في تفسير القرآن 5/ 137، والكشاف 2/ 229. [2] ينظر: البحر المحيط 4/ 502. [3] بعدها في ك: على، وهي مقحمة. [4] في ب: التعقيب. [5] في ب: لا تشبه، بدل (لأنها تشبه). [6] ينظر: التفسير الكبير 15/ 180. [7] (فتغييرهم الشكر) ساقطة من ب. وينظر: تفسير البغوي 2/ 256. [8] في ع: تسبيبهم. [9] في ع: الأحيان. [10] في ع: وأهلكه. [11] ينظر: التبيان في تفسير القرآن 5/ 142.
اسم الکتاب : درج الدرر في تفسير الآي والسور - ط الفكر المؤلف : الجرجاني، عبد القاهر الجزء : 1 صفحة : 739