اسم الکتاب : درج الدرر في تفسير الآي والسور - ط الفكر المؤلف : الجرجاني، عبد القاهر الجزء : 1 صفحة : 738
حين خرجت تخاف من كنانة وبني بكر، وكان سراقة شاعرا مكينا في كنانة [1]، فعرض لهم في الطّريق وقال: إنّي جار لكم [2] من كنانة وإنّهم سيتبعونكم وينصرونكم، {فَلَمّا تَراءَتِ الْفِئَتانِ} [3] شاهد سراقة [الملائكة] [4] وتولّى مدبرا، وكان قد شاهد مثله حين عرض للنّبيّ [5] صلّى الله عليه وسلّم وأبي بكر الصّدّيق حين خرجا من مكّة وهاجرا إلى المدينة، وقال له الحارث [بن] [6] هشام:
أفرارا من غير قتال؟ فقال: {إِنِّي أَرى ما لا تَرَوْنَ} [7].
وأكثر المفسّرين على أنّ الشّيطان هو إبليس لعنه الله تزوى لهم في صورة سراقة بن مالك، أرسل إلى قريش: إنّكم تقولون خذلنا سراقة وانهزم عن النّاس وإنّي والله ما شعرت [8] بمسيركم حتى بلغني هزيمتكم [9].
و (الجار): المجاور في الحقيقة، إلاّ أنّه صار اسما للخفير والمجير؛ لأنّ الجيران كانوا يخفرون ويجيرون [10].
{نَكَصَ:} رجع وانقلب [11].
و (العقب): مؤخّر القدم [12].
49 - {إِذْ يَقُولُ الْمُنافِقُونَ:} المعتقدون خلاف الإسلام [13].
{وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ:} شكّ وتردّد، من جملة [14] المنافقين. كانوا يستهزئون بالمؤمنين ويقولون: اغترّ هؤلاء بدينهم فيظنّون أنّه حقّ سينصرون به [15]. [1] في ك وب: الكنانة، وفي ع: الكفاية. [2] النسخ الثلاث: لك، وبعدها: (من) ساقطة من ك. [3] في ع: الجماعة، وفي ب: الجمعان. [4] يقتضيها السياق. [5] في ك: النبي. [6] من ب. [7] (فقال إني أرى ما لا ترون) مكررة في ب. [8] (ما شعرت) ساقطة من ب. [9] ينظر: تفسير الطبري 10/ 25 - 26، والبغوي 2/ 254 - 255، والكشاف 2/ 227 - 228. [10] ينظر: التبيان في تفسير القرآن 5/ 134 - 135. [11] ينظر: غريب القرآن وتفسيره 159، وتفسير غريب القرآن 179، والإتقان 1/ 135. [12] ينظر: لسان العرب 1/ 611 (عقب). [13] ينظر: التبيان في تفسير القرآن 5/ 136، وتفسير القرطبي 8/ 27. [14] في ك: جهة. وينظر: الكشاف 2/ 228. [15] ينظر: الكشاف 2/ 228، والبحر المحيط 4/ 501.
اسم الکتاب : درج الدرر في تفسير الآي والسور - ط الفكر المؤلف : الجرجاني، عبد القاهر الجزء : 1 صفحة : 738