اسم الکتاب : درج الدرر في تفسير الآي والسور - ط الفكر المؤلف : الجرجاني، عبد القاهر الجزء : 1 صفحة : 569
المنزلة [1].
{شِرْعَةً:} طريقة واضحة [2]، وكذلك (منهاجا) [3]، وجمع بينهما للتأكيد [4].
{وَلَوْ شاءَ اللهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً واحِدَةً:} لتعبدكم شريعة كما دعاكم إليه دين واحد [5].
{وَلكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ:} ولكن لم يجمعكم للابتلاء في مخالفة الهوى، فالابتلاء يتفاوت بتفاوت الطّباع والعادات والمصالح [6]. ثمّ قال: إنّ الله ابتلى النّاس بشريعتنا ونسخ بها سائر الشّرائع فقال: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً} [آل عمران:85]، وقال: {وَأَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ} [الأنعام:153]، وقال: {اُدْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً} [البقرة:208]، وما في معناها من السّنّة والإجماع.
49 - {وَأَنِ اُحْكُمْ:} يعني: وممّا نأمرك من استباق الخيرات أن احكم بينهم [7].
{أَنْ يَفْتِنُوكَ [8]}: أي: يستزلّوك [9]، قال: {وَإِنْ كادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ} [الإسراء:76].
وفيه دليل أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم مع كونه مأمون العاقبة كان متعبّدا بالحزن عن الموهومات.
{بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ} [10]: أي: بكلّها، وقيل: البعض صلة، وقيل: يصيبهم ببعضها [11] في الدنيا وببعضها في العقبى، وقيل: إنّما ذكر البعض ليبيّن أنّ الكلّ لا غاية له على حسب عزائمهم ونيّاتهم [12].
50 - {أَفَحُكْمَ الْجاهِلِيَّةِ [يَبْغُونَ] [13]}: نزلت في بني النّضير [14]، كانوا يتشرفون على بني قريظة، وكانوا [15] يأخذون منهم على الرّجل الواحد ديتين ويدفعون إليهم عن الرّجل الواحد [1] ينظر: تفسير الطبري 6/ 365 - 366، ومجمع البيان 3/ 350، وزاد المسير 2/ 286. [2] ينظر: التبيان في تفسير القرآن 3/ 544، وتفسير البغوي 2/ 43، والقرطبي 6/ 211. [3] ينظر: تفسير غريب القرآن 144، وتفسير الطبري 6/ 365، وإعراب القرآن 2/ 24. [4] ينظر: معاني القرآن وإعرابه 2/ 184، والتفسير الكبير 12/ 12، والبحر المحيط 3/ 514. [5] ينظر: تفسير غريب القرآن 144. [6] ينظر: تفسير الطبري 6/ 368، والكشاف 1/ 640. [7] ينظر: البحر المحيط 3/ 515، والدر المصون 4/ 294. [8] في ب: يفتنونك، والنون مقحمة. [9] ينظر: الكشاف 1/ 640، والبحر المحيط 3/ 515. [10] ليس في ك. [11] في ب: بعضها، والباء ساقطة، وكذا ترد قريبا. [12] ينظر: التبيان في تفسير القرآن 3/ 548، ومجمع البيان 3/ 352. [13] من ك. [14] في ب: الضمير، وهو خطأ. [15] في الأصل وك وب: وكان.
اسم الکتاب : درج الدرر في تفسير الآي والسور - ط الفكر المؤلف : الجرجاني، عبد القاهر الجزء : 1 صفحة : 569