اسم الکتاب : درج الدرر في تفسير الآي والسور - ط الفكر المؤلف : الجرجاني، عبد القاهر الجزء : 1 صفحة : 560
وكان قابيل صاحب حرث، وقربانه شرّ [1] شيء من شرّ زرعه، وهابيل كان راعي غنم، وقربانه كان حملا سمينا ولبنا وزبدا [2]. وقيل: الكبش العظيم الذي فداه ابن إبراهيم عليهما السّلام به هو ذلك الحمل [3] الذي كان تقرّب [4] به هابيل.
وعن الحسن والضّحّاك أنّ ابني آدم رجلان من بني إسرائيل نسبهما إلى أبيهما الأعلى كما نسبنا إليه وقال: {يا بَنِي آدَمَ} [الأعراف:26] [5].
{قالَ} قابيل: {لَأَقْتُلَنَّكَ:} وهو يدلّ على قسم مضمر، {قالَ} [6] هابيل: {إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللهُ} من الذين يتّقون مخالفة الله تعالى في التّزويج [7].
28 - {لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ:} قال هابيل [8].
وإنّما لم يبسط إليه يده؛ لأنّه توعّده بالقتل ولم يقاتله جهرا، فأخبره بذلك ليستحيله بذلك [9] ويدعوه إلى السّلم وينبّهه على عظم وبال القتل، وقيل: إنّهم كانوا (95 و) متعبّدين بترك الدّفع [10].
29 - {بِإِثْمِي:} أي: بإثم قتلي [11].
{وَإِثْمِكَ:} أي: وإثم ما ارتكبته وعصيان [12] في التّزويج.
والإثم ههنا وبال الفجور، فلا إثم عليه: فلا وبال عليه [13].
30 - {فَطَوَّعَتْ لَهُ:} أي: جعلت القتل [14] فعلا متأتّيا سهلا طوعا [15]. [1] ساقطة من ك وع. [2] ينظر: تفسير القرآن 1/ 187، والتبيان في تفسير القرآن 3/ 493. [3] في ب: الجمل، وهو تصحيف. [4] في ك وع: يقرب. وينظر: تفسير مجاهد 1/ 192، والطبري 6/ 254، وزاد المسير 2/ 264. [5] ينظر: تفسير الطبري 6/ 257 - 258، وزاد المسير 2/ 263، والتفسير الكبير 11/ 204. [6] في الأصل وع وب: فقال. [7] في ب: التزوج. وينظر: البحر المحيط 3/ 476. [8] ينظر: تفسير القرآن الكريم 3/ 63. [9] (ليستحيله بذلك) مكررة في ب، وبعدها في ك وع: ويدعه، وفي ب: ويدعيه، بدل (ويدعوه). [10] ينظر: تفسير الطبري 6/ 260 - 261، والتبيان في تفسير القرآن 3/ 494 - 495، وزاد المسير 2/ 265. [11] ينظر: تفسير القرآن 1/ 187، وتفسير الطبري 6/ 262، وتفسير القرآن الكريم 3/ 64. [12] كذا في نسخ التحقيق، ولعل الصواب: من عصيان. [13] ينظر: الكشاف 1/ 625. [14] في ب: القتيل، والياء مقحمة. [15] ينظر: تلخيص البيان 30، وتفسير البغوي 2/ 29، والقرطبي 6/ 138.
اسم الکتاب : درج الدرر في تفسير الآي والسور - ط الفكر المؤلف : الجرجاني، عبد القاهر الجزء : 1 صفحة : 560