responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : درج الدرر في تفسير الآي والسور - ط الفكر المؤلف : الجرجاني، عبد القاهر    الجزء : 1  صفحة : 533
لا يحملنّكم موالاتكم إيّاهما عن كتمان الشّهادة فإنّ من هو أولى منكم بهما [1] يأمركم بأدائها.
ويحتمل أنّ الكناية راجعة إلى المشهود عليه والمشهود له، وتقديره: فالله أولى به وبخصمه [2].
{أَنْ تَعْدِلُوا:} لتعدلوا وتقسطوا عند الزّجّاج [3] والفرّاء [4]، وقال ابن جرير [5]: هذا من العدول فيكون ترجمة لاتّباع الهوى.

136 - {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا:} أي: آمنوا ببعض آمنوا بالكلّ لما يتلوه [6]. وقيل:
آمنوا بالنّعت آمنوا بالمنعوت، كقوله: {فَلَمّا جاءَهُمْ ما عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ} [البقرة:89].
وقيل [7]: آمنوا وجه النّهار آمنوا آخره، لقوله: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا} [النّساء:137].
وقيل [8]: آمنوا بألسنتهم [9] آمنوا بقلوبكم، لقوله [10]: {إِنَّ اللهَ جامِعُ الْمُنافِقِينَ وَالْكافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ} [النّساء:140]. وقيل [11]: آمنوا في ما مضى وفي الحال دوموا على الإيمان في المستقبل، لقوله: {اِهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ} [6] [الفاتحة:[6]]. وقيل: آمنوا بألسنتهم أخلصوا بعقائدهم تحقّقوا في الإيمان بدوام مراقبتكم وتهذيب خواطركم، لقوله صلّى الله عليه وسلّم لحارثة: كيف أصبحت؟ قال: أصبحت مؤمنا حقّا. . . الخبر [12].

137 - {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا:} عن قتادة أنّها نزلت في أهل الكتاب [13]، وعن الحسن في الذين آمنوا وجه النّهار وكفروا آخره [14]، وعن مجاهد وابن زيد نزلت في المنافقين [15]، وهذا أصحّ؛ لأنّهم تردّدوا في أمرهم، وأصرّوا على اعتقاد الكفر وماتوا عليه.

[1] ساقطة من ك، وبعدها في ب: يأمر، بدل (يأمركم).
[2] ينظر: التبيان في إعراب القرآن 1/ 397، والبحر المحيط 3/ 385 - 386.
[3] في ك: الزاج، وهو خطأ. وفي معاني القرآن وإعرابه 2/ 118: «وقوله: فَلا تَتَّبِعُوا الْهَوى أَنْ تَعْدِلُوا أي لا تتبعوا الهوى فتعدلوا».
[4] ينظر: معاني القرآن 1/ 291.
[5] في تفسير الطبري 5/ 435: «(فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا)، أي عن الحق، فتجوروا بترك إقامة الشهادة بالحق. ولو وجه إلى أن معناه: فلا تتبعوا أهواء أنفسكم هربا من أن تعدلوا عن الحق في إقامة الشهادة بالقسط كان وجها. وقد قيل: معنى ذلك: فلا تتبعوا الهوى لتعدلوا، كما يقال: لا تتبع هواك لترضي ربك، بمعنى: أنهاك عنه كما ترضي ربك بتركه».
[6] ينظر: تفسير القرآن الكريم 2/ 441، والتبيان في تفسير القرآن 3/ 358، والكشاف 1/ 575 - 576.
[7] ينظر: التفسير الكبير 11/ 76.
[8] ينظر: التبيان في تفسير القرآن 3/ 357، وتفسير البغوي 1/ 490، وزاد المسير 2/ 206.
[9] النسخ الأربع: بألسنتكم، والسياق يقتضي ما أثبت.
[10] ساقطة من ك.
[11] ينظر: تفسير البغوي 1/ 490، والتفسير الكبير 11/ 75، والبحر المحيط 3/ 387.
[12] ينظر: تعظيم قدر الصلاة 2/ 760، وشعب الإيمان 7/ 362، ومجمع الزوائد 1/ 57.
[13] ينظر: تفسير القرآن 1/ 176، وتفسير الطبري 5/ 440، ومعاني القرآن الكريم 2/ 217.
[14] ينظر: مجمع البيان 3/ 216، والتفسير الكبير 11/ 78، والبحر المحيط 3/ 388.
[15] ينظر: تفسير الطبري 5/ 440 - 441، ومعاني القرآن الكريم 2/ 216، والتبيان في تفسير القرآن 3/ 359.
اسم الکتاب : درج الدرر في تفسير الآي والسور - ط الفكر المؤلف : الجرجاني، عبد القاهر    الجزء : 1  صفحة : 533
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست