اسم الکتاب : درج الدرر في تفسير الآي والسور - ط الفكر المؤلف : الجرجاني، عبد القاهر الجزء : 1 صفحة : 142
والذّكر ما يضادّ النّسيان، وقد يكون ضدّ السكوت [1].
وظاهر [2] الأمر يقتضي الوجوب لجواز انتفاء لفظ الأمر عن [3] غير الواجب.
ولفظ (افعل) [4] يحتمل عشرة معان منها:
الإيجاب كقوله: {وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ} [البقرة:43] [5]، والإرشاد كقوله: {وَأَشْهِدُوا إِذا تَبايَعْتُمْ} [البقرة:282]، والإباحة كقوله: {فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ} [الجمعة:[10]]، والإعجاز كقوله: {فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ} [البقرة:23] [6]، والتّهديد كقوله: {اِعْمَلُوا [7]} ما شِئْتُمْ [فصّلت:40] [8]، والسّؤال كقوله: {وَاُعْفُ [9]} عَنّا وَاِغْفِرْ لَنا [البقرة:286] [10]، والنّدب كقوله: {فَكاتِبُوهُمْ} [النور:33]، والحثّ على الاعتبار كقوله: {فَانْظُرْ [11]} كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ [الزخرف:25]، والإكرام كقوله: ([10] ظ) {اُدْخُلُوا [12]} الْجَنَّةَ [الأعراف:49]، والامتنان كقوله: {فَامْشُوا فِي مَناكِبِها} [الملك:[15]].
والظاهر من الجميع الإيجاب، وإنّما يحمل على غيره بدليل، ثمّ [13] هذا اللفظ يكون أمرا لمن هو دونه في الرّتبة لصيغته [14] ولا يشترط إرادة الأمر؛ لأنّ الله تعالى أمر بذبح ابن إبراهيم ولم يرده، ولأنّ الإرادة انفصلت [15] عن الأمر، يقال: أريد أن تفعل [16] كذا ولكن لا آمرك به، فيفيد الإيجاب دون كونه مرادا لعدم الإرادة في النهي.
{نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ:} منّتي التي مننت على آبائكم بالكتاب والرسول والمنّ [1] ينظر: النكت والعيون 1/ 98، وتفسير القرطبي 1/ 331. [2] في ب: وهو. [3] في ك وب: من. [4] في ك: لفعل، وبعدها في النسخ الأربع: وإن احتمل، بدل (يحتمل)، والسياق يقتضي ما أثبت. [5] ينظر: الصاحبي 298، وتفسير القرطبي 1/ 343. [6] ينظر: ص 24، وتفسير القرطبي 1/ 232، والإيضاح في علوم البلاغة 142. [7] في الأصل وع وب: واعملوا، والواو مقحمة. [8] ينظر: الصاحبي 299، والإيضاح في علوم البلاغة 142. [9] النسخ الأربع: فاعف، وهو خطأ. [10] ينظر: الصاحبي 298. [11] مكانها في ب: ثم انظر. [12] في الأصل وع وب: وادخلوا، وفي ك: فادخلوا، والواو والفاء مقحمتان. [13] ساقطة من ع. [14] في ع: كصيغته. [15] في ب: تفصلت. [16] في ك وع: تفصل.
اسم الکتاب : درج الدرر في تفسير الآي والسور - ط الفكر المؤلف : الجرجاني، عبد القاهر الجزء : 1 صفحة : 142