نكتة استطرادية:
فمن هنا نعلم أن على المسلم الذي يعمل لتزكية نفسه أن يواظب على الطاعات بأنواعها وأن يجتهد في حصول الأنس بها والخشوع فيها، فإن ذلك زيادة على ما يثبت فيه من أصول الخير يقلع منه أصول الشر ويميت منه بواعثه.
وجه ترتيب هذه الصفات المنفيات:
قامت الشريعة على المحافظة على حقوق الله وحقوق عباده، وحق
الله على عباده أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا، فمن دعا مع الله غيره وأشرك به سواه فقد أبطل حق الله وأعدم عبادته، ومن قتل النفس فقد تعدى على أول حق جعله الله لعباده بفضله وهو حق الوجود وعمل على إبطال وجودهم وفناء نوعهم وزوال عبادتم. فلهذا قرن قتل النفس بدعاء غير الله معه. ولما كان الزنى فيه بطلان النسب وفساد الخلق والجسد وذلك مؤد إلى الإضمحلال والزوال والشرور والأهوال قرن بقتل النفس فذلك قتل حقيقي وهذا قتل معنوي.
المفردات:
الدعاء: هو النداء لطلب أمر أو تنبيه عليه. الإله: هو المعبود. حرم الله النفس: جعل لها حرمة ومنعة فلا يجوز التعدي عليها ومادة (ح رم) تفيد المنع في جميع تصاريفها، الحق: هو الثابت من مقتضيات القتل في الشرع.
التراكيب:
وصف النفس بالإسم الموصول المعروف الصلة، لأن تحريم الله
لها أمر مركوز في النفوس معروف للبشر بما جاءهم من جميع الشرائع، وكان النفي للفعل بصيغة المضارع للإشارة إلى استمرار ذلك النفي.