responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجلة «الزهور» المصرية المؤلف : أنطون الجميل    الجزء : 1  صفحة : 384
الحرية كما قال حافظ إبراهيم هي معنى الوجود، ففي فقدها سجن النفوس، وعقال العقول
وقيد الأفكار.
الحرية كما قال المنفلوطي: هي شمس يجب أن تشرق في كل نفس، فمن عاش محروماً منها عاش في ظلمة حالكة يتصل أولها بظلمة الرحم وآخرها بظلمة القبر. هي الحياة ولولاها لكانت حياة الإنسان أشبه شيء بحياة التماثيل المتحركة في أيدي الأطفال بحركة صناعية.
الحرية كما قال مصطفى كامل: هي بنت الحقيقة، وما انتشرت الحقيقة في أمة إلا وارتفعت كلمتها وعلا شأنها. هي نو ساطع إذا انتشر اختفى الظلم وانتش العدل.
هذه هي الحرية. لا مثلما يتوهمها البعض من أنها لا تكون إلا مع الغنى والجاه. ولو انقشعت سحابة الجهل عن عيون هؤلاء الأغبياء، ورفع حجاب الوهم عن أبصارهم وبصائرهم لتمثلوا بقول الشاعر:
أنا إن عشت لست أعدم قوتاً ... وإذا مت لست أعدم قبراً
همتي همة الملوك ونفسي ... نفس حر ترى المذلة كفرا
وعدو الحرية الوحيد هو الجبن، لأنه يفقد الإنسان قيمته في نظر الناس، ويمحو ثقته في نفسه، ويجعله يحتمل أثقال الأسر بلا تأفف أو نزوع إلى التخلص من قيوده.
بلى هو الذي يسدل على الأنظار ستاراً فلا ترى من خلاله تمثال الحرية ويضرب على الأسماع، فلا تصغي إلى نداء الداعين إليها.
الجبن كما قال فيلسوف الشرق الشيخ محمد عبده هو الذي أوهى

اسم الکتاب : مجلة «الزهور» المصرية المؤلف : أنطون الجميل    الجزء : 1  صفحة : 384
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست