responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجلة «الزهور» المصرية المؤلف : أنطون الجميل    الجزء : 1  صفحة : 347
أما العصر الذهبي للعربية فهو عصر العباسيين من سنة 750 م - 1258 م وقد قسمته في كتابي (الطرف الأدبية) إلى نهضتين نهضة المشرق ونهضة المغرب. فأزهرت في المشرق بغداد والبصرة وبخارى ودمشق والقاهرة والإسكندرية بالعلوم والآداب واشتهر خلفاؤه بمعاضدة العلم ولاسيما هارون الرشيد وولده المأمون، حتى قال بعض المستشرقين: إن هارون كان يستصحب في سفراته مائة عالم. ولقب أوغسطين اللغة العربية حتى لقد أهدى القيصر نيقيفور إلى الرشيد كتباً كثيرة عربية. ولما كتب المأمون المعاهدة بينه وبين ميخائيل الثالث إمبراطور القسطنطينية على إثر الحرب المشهورة بينهما كان من جملة شروطها أن يرسل إليه الكتب النادرة الثمينة فأرسلها وعربت. وكان في بغداد ديوان الترجمة للتعريب وبيت الحكمة للمطالعة. وكان العلماء يتسابقون إلى خدمة الخلفاء ويرحلون في طلب العلم وقراءة الكتب على مؤلفيها أو طلبتهم ويأخذون إجازات بما اقتنوه منها. وأزهرت في المغرب قرطبة وإشبيلية وغرناطة وبلنسية وصقلية وفاس ومراكش
والقيروان ولاسيما بمعاضدة الخلفاء أخصهم عبد الرحمن الناصر وابنه الحكم المستنصر. وكانوا ينافسون المشرق بترقية المعارف حتى أن الحكم الثاني الأندلسي اشتهر باستنساخ الكتب، فأرسل ألف دينار إلى أبي الفرج الأصبهاني ثمن أول نسخة من الأغاني، ليظهره في الأندلس قبل ظهوره في المشرق فقرئ فيها قبله. وقد حمله مؤلفه إلى سيف الدولة بن حمدان قلم يعطه أكثر من ألف دينار فاستنزرها الصاحب بن عباد لأنه كان يكبر الكتاب.

اسم الکتاب : مجلة «الزهور» المصرية المؤلف : أنطون الجميل    الجزء : 1  صفحة : 347
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست