responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجلة التنكيت والتبكيت المؤلف : النديم، عبد الله    الجزء : 1  صفحة : 63
- 30 -

الارياف مثل قولهم خذ من عبدا لله واتكل على الله

حكمة
بقلم الفاصل السري صديقنا مدرس اللغة العربية والبيان بمدرسة الجمعية الخيرية
الجاهل مظهر العالم
لا اقسم بالفكر وهو اجسه واليراع ونفائسهِ. واللفظ ودقته. والنديم ورقنه. ان الانسان على اختلاف اصنافه. وتباين اوصافه. اما عالمٌ وهو من قدر نفسه حق قدرها فاتخذ العلم وسيلة والعمل مقصداُ وما ذلك على المتدبر بعزيز واما جاهل وهو من فقد الدراية واتبع الغواية فكان في سيره من الضالين
ايها العالم واليك يساق الحديث. قد تسنمت بالادب غارب الادراك وامتطيه بالرشد صهوة التهذيب أيليق بك وانت القوي بافكارك العالية على التصرف فيما تريد ان تترك الجاهل المسكين
يتقلب على جمر الجهالة وانت قادر على ايقاذه ام يلذ لك ان تهجر يائساٌ من قول النصيحة وانت اعلم مني انهُ لو كان عالماُ ما ترك الاهواه نتلاعب به والغفلات تستميله الى حيث تريد وهبه لايسمع منك ما تقول وقد مل من حديثك وانت سميره ألم تعلم ان الانسان جاء على لفطرة الغريزة لا يعلم شيئاُ أي والله ان الحق احق ان يتبع فدع عنك تانيبي فما هو إلا حديث محب يراك ولا تراه وقد وقف امامك واضعاُ يده على صدره المحترق من الاسف رجاء ان تصفح عن زلات الزمان وتجتهد في تهذيب الجاهل ولك مجد الانسانية وفضل الهداية
واذا خشيت منه ماتكره فاِ لن جانبك واستعمل الرفق والزم الحلم وتدرع بالصبر وسالهُ ولا تتحامق عليه بادئ بدء حتى تتحقق ماهو عليه ثم خاطبه بلسان عذب مع استعمال مايقرب له الفهم فانك ان فعلت ذلك رايتهُ سميعاُ لقولك مطيعاٌ لامرك فقد خلق الانسان مقلدا
وانت ايها الجاهل وان لم ارَكَ. كثير عددك في الوجود حتى عدت العلماء بالاصابع فرايت طائفتك السواد الاعظم واهل الثروة فانزلت العلم منزلة التابع لك وانت لاتدري ماالعالم. العاِِِِِِلم نبراس حكم يهتدى به الضال ويستضيئ به الناظر فاجعله دليلك في طريق تناديك مارتها حي على الفلاح. ولا تنظر بعين لايراك بها خادمك وهو يسري بروحك الى دار النعيم. ولا تنكر من فضله ما شهد به الوجود وهو لا يطلب منك اجراٌ الا السعي فيما ننتفع
به. لولا العاِلم ولا حفظت اللغات ولا صينت الممالك فكيف يناجيك ولا تسمع ويهديك ولا تهتدي
هلا اتبعت اوامره واطرحت نواهيه فانتهزت فرصة الادراك واغتنمت لذة المعرفة. وان حرت في امرك فاسأل عن السادة العلماء واكثر من مخالطتهم واسمع مايقولون تصل يهديهم الى

اسم الکتاب : مجلة التنكيت والتبكيت المؤلف : النديم، عبد الله    الجزء : 1  صفحة : 63
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست