responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجلة التنكيت والتبكيت المؤلف : النديم، عبد الله    الجزء : 1  صفحة : 62
- 29 -

من كل فج واحضرن الدف وابتدأن بالندب والعويل حتى قامت الناس على ساق وجلس بوه العزاء ودموعه تسيل على خدوده وبينما هم في شياط وعياط واذا بالولد دخل عليهم حاملا زكيبة الزواده فابتدره والداه واحضتناه وقالت امه لابيه (شفت الزمال بتاعك الكداب ده) فقال لها والله يا وليه الراجل مالو دعوه الراجل قال لي السحاب كثير مسمعتش منه والا بردُه النجم حق وبعد ان جلس مع ابنه برهة شكي اليه ولده اطلاق بطنه فاخذه وتوجه به الى الرمال وقال له شوف لنا حاجه تحوش بطن الولد احسن جه بالسلامه وبطنو ماشيه عليه فقال له الرمال الولد ده كنشي يعجب بنفسه في البلد فقال له الغبي ايه عوار يتلف عينك لهو في البلد كام ابوه الزلفي فقال الرمال إيوا قول لي كده اجرن اخته مسكته فقال الغبي وايه اللي يخلصه قال الرمال مفيش حاجه نبخروه بجلدة فسخيه وهوا بروح صح سلامه ولم يشعرالغبي وهو جلس الا وقد حضر اليه احد الاطباء
وقال له اخوك ارسلني الى الولد فرايت عنده اسهالاٌ خفيفاٌ وحيث انكم لايمكنكم حفظه فانا آخذه الى الاسبتالية واعالجه هناك فقال الغبي اسبتالية دا الداخل فيها مفقود والطالع منها
مولود قال الطيب الاسبتالية معدة لاولاد الامراء والمعتبرين وفيها اطبا مهرة وادوية لطيفة واذا دخلها انسان اعتني به عدة من الاطباء وخدمه جملة من التامورية واذا دخلها ولدك لم يقم فيها اكثر من ثلاثة ايام. فقال انا رايح اشوف النجم يقول ايه واعملوُلهُ والسلام فقل الطيب ما للنجوم وهذه الامراض النجوم لايوخذ منها شئ يدل على الدواء فان هذا امر موقوف على رؤيتة المريض ومشاهدة حركاته وتشخيص دائه ومعرفة الاسباب والدواعي وهذا لايقوم به الا الاطباء فقال الغبي والله ياسيدي انا لااعرف الاطباء ولا غيرهم انا رايح ابخره بجلد الفسيخة وربنا يشفيه فقال الطبيب الروائح الكريهة مضرة به وربما احدثت عده مرضاً اخر فاياك ان تبخره بالفسيخ فقال الغبي والله ياسيدي انا توكلت على الله ورايح ابخره ياطاب ياراح في داهيه ولا يقولوش ابوزَ نطوط دخل الحكيم داره واهو كما قال ففي لبلد خذ من عبد لله واتكل على الله
(التبكيت) انظر الى الغفلة واستحكامها في العقول السخيفة وكيف راى هذا الغبي ان الرمال كذب فيما يفتريه وحضر ولده من سفره ولم يرض ان يكذبه وحمل عدم صدقه على وجود السحاب وتامل قوله انهُ يعرف كل شيء بعد كونه يخبره عن اشياء من ضرورات البهيم فضلاًعن الانسان واعجب من هذا عدم قبوله نصح الطبيب ورضاه بالتخريف قلو كان هذا مهذباً وتأدب في صغره وعلم فساد هذه الخرافات التي افسدت عقول رجالنا حتي صيرتهم لعبة في ايدي المحتالين مترك البوستة والتلغراف وعمل بقول لدجال ولكنه لم يتعلم امور دينه ولا ديناه وركن الى كلمات نقولها جهلة

اسم الکتاب : مجلة التنكيت والتبكيت المؤلف : النديم، عبد الله    الجزء : 1  صفحة : 62
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست