اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين الجزء : 1 صفحة : 989
إعراب سورة "حم عسق" إعرابا مفصلا مع توجيه القراءات
ـ[أبوحسناء خطاب]ــــــــ[11 - 02 - 2012, 07:33 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب، ولم يجعل له عوجا قيما، أنزله بلسان عربي مبين على قلب نبي عربي مبين، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين.
وبعد:
إخواني الكرام، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
فنظرا لما يحتله علم الإعراب خاصة وعلم النحو عموما من بين علوم القرآن الكريم فإننا ـ بمشيئة الله تعالى ـ عازمون على:
ـ إعراب " سورة حم عسق " (= الشورى)
ـ وتوجيه ما تتضمنه من وجوه القراآت المختلفة كلمة كلمة وجملة جملة من أولها إلى آخرها.
وذلك حتى نساهم ـ إن شاء الله تعالى ـ في:
1 - إعادة كتابة علوم القرآن ـ وبالأخص علم الإعراب ـ بلغة مبسطة مفهومة للدارسين المتخصصين ولعامة المثقفين.
2 – خدمة كتاب الله تعالى من الناحية اللغوية
3 – إفادة متصفحي هذا الموقع الإلكتروني العتيد بما يثري ويغني ويعلي ثقافتهم اللغوية والقرآنية.
4 – إثارة استشكالات إعرابية وبلاغية ولغوية قصد التفاعل معها من طرف القراء الكرام والنقاش حولها بما يمتع ويفيد.
والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل.
ـ[أبوحسناء خطاب]ــــــــ[11 - 02 - 2012, 07:49 م]ـ
القطعة الأولى من هذه السورة المكية التي عدد آياتها 53 آية:
حم (1) عسق (2)
الكلام على الحروف المقطعة " حم عسق " كالكلام على مثلها في أوائل السور التي ابتدأت بالحروف المقطعة.
ولتلخيص ما قيل فيها نقول:
اخْتُلفَ في الحروف التي في أوائل السورة على قولين:
القول الأول قول الشعبي عامر بن شراحيل وسفيان الثوري وجماعة من المحدثين: «هي سرّ الله في القرآن، وهي من المتشابه الذي انفرد الله بعلمه، ولا يجب أن يتكلم فيها، ولكن يؤمن بها وتُمَرُّ كما جاءت».
القول الثاني: قول الجمهور من العلماء: «بل يجب أن يُتكلم فيها وتُلتمس الفوائد التي تحتها والمعاني التي تتخرج عليها».
واختلفوا في ذلك على اثني عشر قولاً:
1 - فقال علي بن أبي طالب وابن عباس رضي الله عنهما: «الحروف المقطعة في القرآن هي اسم الله الأعظم، إلا أنا لا نعرف تأليفه منها».
2 - وقال ابن عباس أيضاً: «هي أسماء الله أقسم بها».
3 - وقال زيد بن أسلم: «هي أسماء للسور».
4 - وقال قتادة: «هي أسماء للقرآن كالفرقان والذكر».
5 - وقال مجاهد: «هي فواتح للسور».قال القاضي أبو محمد عبد الحق صاحب التفسير المسمي (المحرر الوجيز): كما يقولون في أول الإنشاد لشهيرالقصائد: «بل» و «لا بل». نحا هذا النحو أبو عبيدة والأخفش.
6 - وقال قوم: «هي حساب أبي جاد لتدل على مدة ملة محمد صلى الله عليه وسلم كما ورد في حديث حيي بن أخطب» وهو قول أبي العالية رفيع وغيره.
7 - وقال قطرب وغيره: «هي إشارة إلى حروف المعجم، كأنه يقول للعرب: إنما تحديتكم بنظم من هذه الحروف التي عرفتم، فقوله {الم} بمنزلة قولك أ، ب، ت، ث، لتدل بها على التسعة والعشرين حرفاً».
8 - وقال قوم: «هي أمارة قد كان الله تعالى جعلها لأهل الكتاب أنه سينزل على محمد كتاباً في أول سور منه حروف مقطعة».
9 - وقال ابن عباس «هي حروف تدل على: أنا الله أعلم، أنا الله أرى، أنا الله أفصّل»
10 - وقال ابن جبير عن ابن عباس: «هي حروف كل واحد منها إما أن يكون من اسم من أسماء الله، وإما من نعمة من نعمه، وإما من اسم ملك من ملائكة، أو نبي من أنبيائه».
11 - وقال قوم: «هي تنبيه كـ" يا " في النداء».
12 - وقال قوم: «روي أن المشركين لما أعرضوا عن سماع القرآن بمكة نزلت ليستغربوها فيفتحوا لها أسماعهم فيسمعون القرآن بعدها فتجب عليهم الحجة».
وهذه الأقوال أوردها ابن عطية في تفسيره المسمى ب " المحرر الوجيز " عند الكلام على " الم " " في أول سورة البقرة.
الإعراب على ضوء ما تقدم:
فعلى القول الأول نقول في " حم عسق ": الله أعلم بمراده بذلك
وعلى القول الثاني نقول: موضع {حم عسق} من الإعراب يختلف باختلاف الأقوال المذكورة فهو إما:
أ - ــ رفع على أنه خبر مبتدأ مضمر، والمعنى: هذا "حم عسق " على أنه اسم للسورة أو للقرآن
ب - ــ أو على أنه مبتدأ، والخبر محذوف، والمعنى: " حم عسق " هذا، على أنه اسم للسورة أو للقرآن.
ج ــ أو نصب بإضمار فعل، والتقدير: "اقرأ " أو "خذ" أو ما شابه، على أنه اسم للسورة أو للقرآن.
د ــ أو خفض بالقسم، وهذا الإعراب على قول ابن عباس رضي الله عنه أنها أسماء لله أقسم بها.
هـ ــ أو حروف للتنبيه لا محل لها من الإعراب، على الأقوال الأخرى.
لكن أبا حيان في تفسيره المسمى " البحر المحيط " قال: " وذكر المفسرون في {حم عسق} أقوالاً مضطربة لا يصح منها شيء كعادتهم في هذه الفواتح، ضربنا عن ذكرها صفحاً ".
والله أعلم
¥
اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين الجزء : 1 صفحة : 989