responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 990
ـ[أبوحسناء خطاب]ــــــــ[11 - 02 - 2012, 09:39 م]ـ
القطعة الثانية / الآيتان: 3 و 4
كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (3) لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ (4)
الكاف في (كذلك) تحتمل وجهين:
الأول: أن يكون حرف جر.
والجار والمجرور في محل نصب على أنه نعت لمصدر محذوف، تقديره: إيحاء مثل ذلك.
والمشار إليه بـ (ذلك) إما الوحي المفهوم من المقام، وإما (حم عسق) على أنه اسم للسورة أو اسم للقرآن أي إيحاء مثل ذلك الوحي، أو إيحاء مثل إيحاء ما في هذه السورة من المعاني، أو إيحاء مثل إيحاء ذلك الكتاب (= القرآن).
الثاني: أن يكون اسما بمعنى (مثل)، وهو مضاف و (ذلك) اسم إشارة في محل جر مضاف إليه،
والمضاف والمضاف إليه يجوز أن يكون:
أـ في محل نصب على أنه:
ـ نعت لمصدر محذوف كالوجه الأول.
ـ أو مفعول به مقدم على (يوحي). أي يوحي الله إليك وإلى الذين من قبلك مثلَ ذلك الكتاب أو السورة. فالمشار إليه (حم عسق) على أنه اسم للسورة أو للقرآن.
ب ـــ أو في محل رفع على أنه مبتدأ، وجملة (يوحي إليك ...) في محل رفع خبر المبتدأ
والرابط بين جملة الخبر وبين المبتدإ هو ضمير محذوف تقديره: "يوحيه الله إليك وإلى ... " والمعنى مثلُ ذلك الإيحاء أو الكتاب أو السورة يوحيه الله إليك ...

(يوحي) فيه ثلاث قراءات:
الأولى: يوحِي بالياء مبنيا للفاعل، وهي قراءة الجمهور.
(إليك) جار ومجرور متعلق ب "يوحي ". قوله (وإلى الذين) معطوف على " إليك " (من قبلك) جار ومجرور، لا محل له لأنه صلة الموصول الإسمي،

مسألة
قال النحويون: الجار والمجرور الواقع صلة يتعلق بفعل محذوف وجوبا، يقدر من الأفعال الدالة على الكون المطلق (= الحدث المطلق)، وهي في العربية خمسة أفعال، هي " كان " التامة و " استقر " و " حصل " و "ثبت" و " وُجِد " على صورة المبني للمجهول. وذلك طردا للقاعدة المقررة عندهم، وهي أن " كل حروف الجر يجب أن تتعلق بالفعل أو ما في معناه ما عدا ستة خروف استغنت عن هذا التعلق ".

(الله) فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره. (العزيز الحكيم) صفتان له، والجملة لا محل لها من الإعراب استئنافية.
وأما جملة (له ما في السماوات ...) على هذه القراءة فهي إما:
1 ـ استئنافية لا محل لها من الإعراب.
2 ـ وإما في محل نصب على أنها مفعول به لـ (يوحي) وإن كان فيه حكاية الجملة بغير القول الصريح، وهو ما لا يجوزه البصريون وأجازه الكوفيون، وسيأتي بحث في ذلك، والمعنى " كذلك يوحي الله إليك وإلى الرسل من قبلك هذا الكلام (له ما في السماوات ...)
القراءة الثانية:
(يُوحَى) بالياء مبنيا للمجهول، وهي قراءة ابن كثير، والنائب عن الفاعل إما:
ــ ضمير مستتر جوازا يعود على " كذلك " إذا قلنا بأن الكاف اسم بمعنى " مثل " في محل رفع على انه مبتدأ، كما سبقت الإشارة إلى ذلك.
ــ وإما " إليك " على أن " كذلك " في محل نصب على أنه نعت لمصدر محذوف أي إيحاء مثل ذلك الإيحاء يوحى إليك ...
والجار والمجرور ينوب عن الفاعل كما ينوب عنه المفعول به، وفي ذلك يقول ابن مالك في الألفية:
وقابلٌ من ظرفٍ أو من مصدر = = أو حرفِ جرٍّ بنيابةٍ حَرِي
ولا ينوبُ بعضُ هذي إن وجد = = في اللفظ مفعولٌ به وقد يرد
(الله) في هذه القراءة مرفوع على أنه:
أـ فاعل بفعل محذوف يكون في جواب سؤال مقدر، تقديره " من يوحي؟ " فيقدر:
" يوحي الله العزيز الحكيم " كما قيل في قوله تعالى في سورة النور: (يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال ...) في حال القراءة به مبنيا للمجهول، كأنه قيل: من يسبح؟ فقال: يسبح رجال ...
وكما قيل في قول الشاعر:
ليُبكَ يزيدُ ضارعٌ لخصومة = = ومختبطٌ مما تطيحُ الطوائحُ
فكأنه قيل: من يبكي على يزيد؟ فقال: يبكيه ضارع لخصومة ...
ب ــ أو خبر لمبتدأ محذوف كذلك في جواب سؤال مقدر، والتقدير: " مَن المُوحِي؟ " فيقدر: "المُوحِي اللهُ العزيزُ الحكيمُ " كما قدره الزمخشري في الكشاف، والسر البلاغي في ذلك هو أن الفعل الذي هو الإيحاء مسلم وإنما السؤال " من الموحي بذلك "
¥

اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 990
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست