responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 941
ذكرت في كلمة سابقة أن قواعد الصرف لا تجيز جمع نيَّة على نوايا، وأذكر هنا أنه يمكن أن يلتمس لجواز جمعها على نوايا وجهٌ آخر، ولا مناقضة فيه لقاعدة من قواعد اللغة، ولا مخالفة معه لأصل من أصولها، وذلك بملاحظة ما يأتي:
1 - أن جمع "نيَّة" على "النوايا" شائع جداً في لغة العصر، حتى لا يذكر لها في هذه اللغة جمع سواه.
2 - وأن جمع التكسير يشيع فيه السماع، ولا يكاد يدانيه في الأخذ به باب آخر من أبواب الصرف
3 - وأني قد جمعت طائفة كبيرة من الكلمات التي جمعت سماعاً على "فعائل"، كما جمعت "النيَّة" عليها وبعض هذه الكلمات يوافق "النيَّة" في عدد الحروف وبعض حركات البنية، وبعضها رباعي قبل آخره حرف مد، لكنه مذكر. وهذه كلمات النوع الأول: الأليَّة، الجزة، الجنبة: شق الإنسان، الحرة، الحلبة، الخفرة: الشديدة الحياء، الضرة، الكَنَّة: امرأة الابن، اللَّصة، الهمة، الشنجة. وهذه كلمات النوع الآخر: النظير، الكريه بمعنى المكروه، الخشيب: السيف الصقيل، الحديد، الفريد، الجليل، الأصيل، النضيض: الماء القليل، الرطيط: الأحمق، التبيع: الناصر، الوديع: العهد، الضريك: الزمن، الزناب: مسيل الماء بين تلعتين، الوشاح، الحمار: الحجر العريض يوضع على اللحد، السفار: حديدة أو جلدة توضع على أنف البعير، القديم، الصعود: ضد الهبوط، القدوم.
وأرى أنه - في ضوء ما ذكرت من ملاحظات، ومع ما عرضت من مفردات - يمكن أن يقبل جمع "النيَّة" على "النوايا" وأن يثبت لها حينئذٍ من صحة الاستعمال وشيوع التداول مثل ما ثبت لنظائرها من المفردات التي جمعت سماعاً على فعائل.
وجاء أيضا:
ترددت كلمة "نوايا" جمعاً لكلمة "نية" على غير قياس. وقد حاول بعض الأساتذة تسويغ هذا الجمع بافتراض أن "نوايا" جمع لكلمة "نَوِيَّة" لا لكلمة "نية"، بدعوى اشتقاق كلمة "نوية" من الفعل "نوى" على وزن "فعيلة"، فجمعها القياسي على "فعائل". لكنني أجد في هذا الافتراض بعض تكلف وبعداً عما يريده المتكلم الذي ينطق بكلمة نوايا، ولهذا أوثِرُ أحد رأيين: أولاً: إما أن كلمة "نيّة" جمعت على "نوايا" مراعاة لمرادفها وهو "طويّة" وجمعه "طوايا" كما جمعت كلمة "حُرّة" - وجمعها القياسي "حُرَر" مثل: غرفة وغرف وحجرة وحجر وركبة وركب وسنّة وسنن - على "حرائر"، مراعاةً لمرادفها وهو: كريمة وكرائم وعقيلة وعقائل، وكما جمعت كلمة: مُرّة (وجمعها القياسي مُرَر مثل غرفة وغرف) على مرائر؛ لأن مرادفها وهو خبيثة جمعه خبائث. ثانياً: وإما نصوِّب جمع نية على نوايا خلافاً للقاعدة، ومثل هذا الشذوذ كثير في الجموع مثل: ظُللة وظلال وقلّة وقلال ورُفقة ورفاق، والقياس: طُلَل وقُلَل ورُفَق. ومثل "ضرَّة" فإن جمعها القياسي "ضرات" لأن هذا هو وزن فعلة المضعَّف، لكنها جمعت أيضاً على ضرائر، كأن كلمة ضرة هي كلمة ضريرة التي تجمع قياساً على ضرائر، وكذلك كلمة جنة جمعها القياسي جنَّات، ولكنها وردت على صيغة جنان.
هذا ما جاء في قراراتِ مجمع اللغةِ، ولقد بحثتُ ـ يا أخي ـ عن كلمةِ: نوايا في المكتبة الشاملة فوجدتُ أكثرَ من ألفِ نتيجةٍ جاءتْ فيها الكلمةُ جمعًا لكلمةِ نيةٍ؛ حيثُ استخدمها المفسرون وأهلُ الحديث والفقهاء وأهل التاريخ والسير، وتطولُ هذه المشاركةُ لو رحْتُ أعدِّدُ من استخدمها كشيخنا ابنِ عثيمين وغيرِه، ويمكنك أن تدرك ذلك بنفسك بضغطة زرٍّ في بحث الشاملة،
هذا، والله أعلمُ، والسَّلام.

ـ[أحمد بن حسنين المصري]ــــــــ[16 - 03 - 2012, 03:06 ص]ـ
فتذكرت كلام شيخِنا الدكتور/ محمد بن عبد المعطي " النَّوايا هُنَّ النِّساء الخبيثات ومفردها نوية، أما النيات فهي جمع نية، والنبي - صلي الله عليه وسلم - يقول:- " إنما الأعمال بالنيات ... " ".

لم أقفْ على هذا المعنى في أيِّ معجمٍ. والصَّوابُ - والله أعلم - في معنى نوية هو ما ذكرَهُ البجيرمي في (حاشيتِه على الخطيب):
<< قَوْلُهُ: (بِالنِّيَّاتِ) جَمْعُ نِيَّةٍ بِتَشْدِيدِ الْيَاءِ مِنْ نَوَى بِمَعْنَى قَصَدَ، وَالْأَصْلُ نَوِيَّةٌ قُلِبَتْ الْوَاوُ يَاءً وَأُدْغِمَتْ فِي الْيَاءِ وَتَخْفِيفُهَا لُغَةً مِنْ وَنَى يَنِي إذَا أَبْطَأَ؛ لِأَنَّهُ يَحْتَاجُ فِي تَصْحِيحِهَا إلَى نَوْعِ إبْطَاءٍ ... >>، وهذا ما قاله القسطلاني وغيرُه من أهلِ العِلْم، والحقُّ أحقُّ أن يُتبع.

ـ[محمد بن إبراهيم]ــــــــ[16 - 03 - 2012, 03:22 ص]ـ
جزاكم الله خيرًا، وبارك فيكم. وَالْأَصْلُ نَوِيَّةٌ قُلِبَتْ الْوَاوُ يَاءً وَأُدْغِمَتْ فِي الْيَاءِ وَتَخْفِيفُهَا لُغَةً الصواب أنَّ أصلَها (نِوْيَةٌ) كـ (فِدْيَةٍ).

ـ[أحمد بن حسنين المصري]ــــــــ[24 - 03 - 2012, 08:31 م]ـ
قلت لشيخنا الدكتور / محمد عبد المعطي: لقد بحثت كثيرًا في المعاجم حتى أجد من قال إن نوية تأتي بمعنى (المرأة الخبيثة) فلم أجد قائلًا به ولا شاهدًا على ذلك، فأين أجدُ هذا المعنى الذي أشرتَ إليه؟
فوعدني أنه سيزيد المسألة بحثًا.
وأعتذر من أستاذنا / محمود مرسي إن كنت قد أخذتُ من وقته الثمين شيئًا.

اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 941
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست