responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 92
الأهمية المعنوية في حديث الصحابة رضوان الله عليهم
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[29 - 04 - 2014, 02:29 م]ـ
الأهمية المعنوية في حديث الصحابة رضوان الله عليهم
(1)
السيدة عائشة رضي الله عنها
"وصلى وراءه قوم قياما"

عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ - رضي الله عنها - أَنَّهَا قَالَتْ: صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَيْتِهِ وَهُوَ شَاكٍ فَصَلَّى جَالِسًا وَصَلَّى وَرَاءَهُ قَوْمٌ قِيَامًا فَأَشَارَ إِلَيْهِمْ أَنْ اجْلِسُوا فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ إِنَّمَا جُعِلَ الإِمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ فَإِذَا رَكَعَ فَارْكَعُوا وَإِذَا رَفَعَ فَارْفَعُوا وَإِذَا صَلَّى جَالِسًا فَصَلُّوا جُلُوسًا " رواه البخاري (الأذان/657))
الشاهد في الحديث النبوي الشريف هو مجيء صاحب الحال نكرة، في قولها " وصلى وراءه قوم قياما" وفي رواية أخرى "وصلى وراءه رجال قياما"، وقد اختلف النحاة، في مجيء الحال من النكرة، بلا مسوغ، أمقيس؟ أم مقصور على السماع؟، فذهب سيبويه إلى الأول، وذهب إلى الثاني الخليل ويونس
وفي رأيي أن سيبويه على صواب لأن السيدة عائشة - رضي الله عنها - كانت تقصد أنها لا تعرف هؤلاء الرجال الذين صلوا مع الرسول - صلى الله عليه وسلم- ولذلك جاء الكلام متسقا مع المعنى الذي تقصده، ولهذا نقول: جاء الرجل راكبا، إن كنا نعرف الرجل، وإن كنا لا نعرفه نقول: جاء رجل راكبا، ونقول: صلى الرجل واقفا، في حالة المعرفة، وصلى رجل قاعدا، إن كنا لا نعرفه، لأن الكلام يكون بحسب الحاجة المعنوية عند المتكلم
(2)
من نحو ابن عباس رضي الله عنه

يقول الطبري -رحمه الله- إن عبد الله بن عباس كان يقرأ قوله تعالى"فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلى الكعبين" بنصب كلمة "وأرجلَكم" عطفا على الأيدي، وكان يقول: عاد الأمر إلى الغسل.
ومن مقولة ابن عباس يمكن أن نستنتج الأمور التالية:-
1 - وجود نحو فطري يقوم على الاحتياج المعنوي.
2 - إن الإنسان يقول وهو يفكر ويفكر وهو يقول تحت رعاية الاحتياج المعنوي وعلامات أمن اللبس.
3 - إن ابن عباس يربط بين أجزاء التركيب برابط الاحتياج المعنوي كالربط بين المعطوف والمعطوف عليه.
4 - ابن عباس يستخدم علامات أمن اللبس لبيان العلاقات النحوية والمعنوية بين أجزاء التركيب.
5 - ابن عباس يتحكم بعلامات أمن اللبس كيفما يريد وبحسب المعنى المقصود.
6 - العلاقة بين أجزاء التركيب معنوية، وليست شكلية، وإلا لوجب العطف على القريب وليس على البعيد.

اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 92
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست