اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين الجزء : 1 صفحة : 91
الأهمية المعنوية في حديث الأعراب الفصحاء
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[29 - 04 - 2014, 07:13 م]ـ
الأهمية المعنوية في حديث الأعراب الفصحاء
(1)
الأعرابي الفصيح
تحدَّث المؤرخون عن أعرابي قدم إلى المدينة يطلب أن يقرأ القرآن، فأقرأه بعضهم:"إن الله بريء من المشركين ورسوله"بكسر لام "رسوله" عطفا على "المشركين"،فقال الأعرابي: إن يكن الله بريئا من رسوله فأنا أبرأ منه أيضا، فبلغ ذلك عمر بن الخطاب-رضي الله عنه-فأمر ألا يقرئ القرآن إلا عالم باللغة.
ما يهمنا من هذه القصة هو قول الأعرابي: إن يكن الله بريئا من رسوله فأنا أبرأ منه أيضا، وقوله هذا يحمل الكثير من المعاني، ومنها:-
1 - وجود نحو فطري يقوم على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية، وعلامات أمن اللبس، وهذا النحو أهَّلهم للتفاهم والتعبير عن مكنونات أنفسهم التي وصلت إلينا شعرا ونثرا، وهذا النحو موجود قبل نظرية العامل، وقبل قواعد النحاة 2 - هذا الأعرابي يربط بين أجزاء التركيب برابط الاحتياج المعنوي، فقد ربط بين المعطوف والمعطوف عليه بواسطة الواووأشرك بينهما في الحكم.
3 - هذا الأعرابي يستخدم علامات أمن اللبس لبيان العلاقات المعنوية بين أجزاء التركيب.
(2)
الأعرابي والمؤذن
يذكر الجرجاني - رحمه الله - في دلائل الإعجاز أن أعرابيا سمع المؤذن يقول: أشهد أن محمدا رسول َ الله، بنصب كلمة رسول، فصاح الأعرابي: صنع ماذا؟ هذا الأعرابي عرف بسليقته التي تعتمد على الاحتياج المعنوي أن نصب كلمة "رسول" لا يتمم معنى الجملة، لأن النصب يجعل "رسول" صفة لكلمة"محمد"، فيبقى الكلام غير مكتمل، ولهذا يجب الرفع ليكتمل معنى الكلام، ومن شدة دهشة الأعرابي صاح قائلا: صنع ماذا؟ مقدما الفعل على أداة الاستفهام التي من حقها الصدارة، فالأعرابي يتحدث بسليقته التي تقوم على الاحتياج المعنوي وعلامات أمن اللبس.
(3)
الأعرابي الفصيح
يُروى أنّ أعرابيّاً وقف على مجلس الأخفش فسمع كلام أهله في النحو وما يدخل معه من الفلسفة والمنطق، فحار وعجب، وأطرق ووسوس، فقال له الأخفش: ما تسمع يا أخا العرب؟ قال: "أراكم تتكلّمون بكلامنا في كلامنا بما ليس من كلامنا".
ما أفصحَك أيها الأعرابي!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين الجزء : 1 صفحة : 91