responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 79
دور الأهمية المعنوية في تمايز مستويات نظم التراكيب
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[01 - 05 - 2014, 08:01 م]ـ
دور الأهمية المعنوية في تمايز مستويات نظم التراكيب

يتحدث الإنسان تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس، وتتمايز التراكيب اللغوية من حيث صحة النظم ومستوياتها اللغوية، ويمكن أن نعتمد على معيار الاحتياج المعنوي ومنزلة المعنى بين أجزاء التراكيب للتفريق بين مستويات الظاهرة اللغوية من حيث الوجوب والمنع والجواز والحسن والقبح والخبث، كما في الأمثلة التالية
أولا: تمايز صحة نظم التراكيب في مجال العلامة الإعرابية:

يقول سيبويه: يجوز أن نقول: مررت ببرٍ قفيزا بدرهم.
ويقول سيبويه: ولا يجوز: مررت ببرٍ قفيزٍ بدرهم.
فلا يجوز أن نجعل القفيز تابعا للبر على النعت لأنه لا ينعت بالجوهر، فالنعت لا يأتلف معنويا مع المنعوت إذا كان النعت جوهرا، ولكن يجوز أن تجعل القفيز منصوبا على الحال لأن الحال مفعول فيها فالشيء قد يكون حسنا إذا كان خبرا وقبيحا إذا كان صفة، فالجر غير جائز لضعف العلاقة المعنوية بين النعت والمنعوت، أما النصب فجائز بسبب التوافق المعنوي، وكأننا نقول مررت ببر هكذا حاله أو مسعر قفيزا بدرهم.
ويقول سيبويه: ومماجرى نعتا على غير وجه الكلام، هذا جحر ضب خربٍ، والأصل هذا جحرُ ضبٍ خرب ٌٌ، والوجه الرفع، وهو أكثر كلام العرب وأفصحهم وهو القياس، لأن الخرب نعت للجحر رفع ولكن بعض العرب يجره، وسبب كون الرفع هو الوجه هو أن النعت مبني على المنعوت وعلاقته المعنوية معه وليس مع الضب، ولا علاقة معنوية بين الضب وخرب ولكن بعض العرب يجره من أجل التناسب اللفظي، وكلام سيبويه يدل على أن أكثرية العرب تراعي منزلة المعنى في كلامها والأقلية تراعي منزلة اللفظ.
ثانيا: تمايز صحة نظم التراكيب في مجال الربط:

يقول سيبويه: ولا يحسن في الكلام أن تجعل الفعل مبنيا على الاسم، ولا يذكر علامة إضمار، حتى يخرج (الفعل) من لفظ الإعمال (الطلب أو الاحتياج) في الأول ومن حال بناء الاسم عليه (على الفعل) ويشغله بغير الأول، حتى يمتنع من أن يكون يعمل فيه (يطلبه أو يحتاج إليه)،وسيبويه هنا يتحدث عن الاشتغال: فلا يحسن أن يتقدم الاسم ليكون مبتدأ ولا تشغل الفعل بضمير الاسم المتقدم، مثل: زيد رأيته، ولا يحسن زيد رأيت، لأن الفعل ما زال طالبا لهذا الاسم المتقدم ومحتاجا إليه، ومن أجل قطع العلاقة المعنوية بين الاسم المتقدم والفعل فلا بد أن تشغله بضميره، حتى لا يعود محتاجا إليه، وبهذا يتحول (المبني) (المفعول به) إلى (مبني عليه) (مبتدأ)،ولكنه قد يجوز في الشعروهو ضعيف في الكلام، قال الشاعر:
قد أصبحت أم الخيار تدعي علي ذنبا كله لم أصنع
فالشاعر لم يعد ضميرا رابطا يربط الخبر مع المبتدأ ويقطع صلة الفعل بالمفعول المتقدم، ولو قال كلَّه، لجاز ذلك لأن المفعول ما زالت له علاقة مع الفعل رغم تقدمه، ويمكن أن نضع المثالين كالتالي:
كل الذنب لم أصنع
كل الذنب لم أصنعه
والمثال الأول ضعيف لفقدان العلاقة بين المبتدأ والخبر، بسبب غياب الرابط وهو الضمير الذي يقطع صلة الفعل بالاسم المتقدم.
ثالثا: تمايز صحة نظم التراكيب في مجال الصيغة:

يقول سيبويه: وزعم الخليل أنه يستقبح أن تقول: قائم زيد (على اعتبار ها جملة فعلية) وذلك إذا لم تجعل (قائم) خبرا مقدما مبنيا على المبتدأ فإذا لم يريدوا هذا المعنى (معنى الجملة الاسمية) قبح ولكن لماذا يقبح اعتبار الجملة فعلية؟ لأن صيغة الوصف لم تأت على الشكل الصحيح، حيث قال النحاة أن الوصف يجب أن يعتمد على نفي أو استفهام، من أجل أن يكون مبنبا على النفي أو على الاستفهام، وليس على المبتدأ المتأخر، وبهذا يفقد علاقته مع المبتدأالمتأخر، وعندها يصح اعتبار (زيد) فاعلا لاسم الفاعل، وإن لم يعتمد على النفي أو الاستفهام بقيت علاقته مع المبتدأ المتأخر ولا يجوز اعتباره فاعلا.
¥

اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 79
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست