اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين الجزء : 1 صفحة : 771
القول في معنى وإعراب قول الأعشى: (وأخو الغوان متى يشأ يصرمنه)
ـ[عبد العزيز]ــــــــ[14 - 07 - 2012, 02:06 ص]ـ
أحبتي في الله , ما إعراب "يشأ" في قول الأعشى:
ولكم أطيب التحاياوجزاك الله مثله.
قال الشنقيطي في الدرر اللوامع (2/ 521): (أرادَ (متى يشأْ صرمَهنَّ)، فحذف، وقد قيل: المعنى: (متى يشأ وصالَهن، يصرمنه)، والأول أصح لأنه قد أثبتَ المواصلةَ منهن والوداد بقوله: (بعيد وداد)، ولو صح هذا التأويل وقطعه على أنه متى يشأ الوصل صرم، لما جاز أن يتواصل عاشقان أبدًا.) اهـ
ـ[عبد العزيز]ــــــــ[15 - 07 - 2012, 01:45 م]ـ
وجزاك الله مثله.
قال الشنقيطي في الدرر اللوامع (2/ 521): (أرادَ (متى يشأْ صرمَهنَّ)، فحذف، وقد قيل: المعنى: (متى يشأ وصالَهن، يصرمنه)، والأول أصح لأنه قد أثبتَ المواصلةَ منهن والوداد بقوله: (بعيد وداد)، ولو صح هذا التأويل وقطعه على أنه متى يشأ الوصل صرم، لما جاز أن يتواصل عاشقان أبدًا.) اهـ
شكر الله لك أستاذنا محمد بن ابراهيم ما تفضلت به، فهل يجوز أن يكون حذف المفعول للتعميم، فيكون أبلغ، كأنه قال إن صاحب الغواني مسلوب المشيئة فإذا استفاق من تبعه فشاء شيئا - أيّ شيء - يصرمنه وَيَكُنَّ أَعْدَاءً بُعَيْدَ وِدَادِ
ولك مني أطيب التحايا
ـ[محمد بن إبراهيم]ــــــــ[16 - 07 - 2012, 07:02 ص]ـ
بارك الله فيكم.
لا يجوز أن يكون المفعول هنا على التقدير الذي ذكرت، وذلك من وجهين:
الأول: أنه لا قرينة تدل عليه.
والثاني: أن هذا الأسلوبَ مطروقٌ في كلام العرب، والمقصود به قصد البيان بعد الإبهام.
قال السيوطي في عقود الجمان:
من بعدِ الابهامِ البيانُ مثل شا * ما لم يك التباسُهُ مستوحشا
قال ابن الأثير في المثل السائر (2/ 293 - 295): (ومن هذا الضرب أيضا [أي: ومن حذف المفعول] حذف المفعول الوارد بعد المشيئة والإرادة كقوله تعالى: ((ولو شاء الله لذهب بسمعهم وأبصارهم)) فمفعول شاء ههنا محذوف، وتقديره: ولو شاء الله أن يذهب بسمعهم وأبصارهم لذهب بها.
وعلى نحو من ذلك جاء قوله تعالى: ((ولو شاء الله لجمعهم على الهدى)) ومما جاء على مثال ذلك شعرا قول البحتري:
لو شئت لم تفسد سماحة حاتم ... كرما ولم تهدم مآثر خالد
الأصل في ذلك: لو شئت ألا تفسد سماحة حاتم لم تفسدها، فحذف ذلك من الأول استغناء بدلالته عليه في الثاني.
وقد تقدم أن من الواجب في حكم البلاغة ألا تنطق بالمحذوف ولا تظهره إلى اللفظ ولو أظهرت لصرت إلى كلام غث.
ومجيء المشيئة بعد (لو) وبعد حروف الجزاء هكذا موقوفة غير معداة إلى شيء=كثير شائع بين البلغاء ولقد تكاثر هذا الحذف في (شاء) و (أراد) حتى إنهم لا يكادون يبرزون المفعول إلا في الشيء المستغرب، كقوله تعالى: ((ولو أراد الله أن يتخذ ولدا لاصطفى مما يخلق ما يشاء)) وعلى هذا الأسلوب جاء قول الشاعر:
ولو شئت أن أبكي دما لبكيته ... عليه ولكن ساحة الصبر أوسع
فلو كان على حد قوله تعالى: ((ولو شاء الله لجمعهم على الهدى)) لوجب أن يقول: ولو شئت لبكيت دما، ولكنه ترك تلك الطريقة وعدل إلى هذه لأنه أليق في هذا الموضع، وسبب ذلك أنه كان بدعا عجيبا أن يشاء الإنسان أن يبكي دما، فلما كان مفعول المشيئة مما يستعظم ويستغرب كان الأحسن أن يذكر ولا يضمر.) انتهى
ويراجع للاستزادة باب أحوال متعلقات الفعل من كتب البلاغة.
ـ[عبد العزيز]ــــــــ[16 - 07 - 2012, 11:03 م]ـ
جزاكم الله خير الجزاء أستاذنا محمد بن ابراهيم
¥
اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين الجزء : 1 صفحة : 771