responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 772
قال ابن مالك رحمه الله في باب المبتدأ والخبر "وحذف ما يعلم جائز" معمما
وفي باب المفعول به قال "وحذف فضلة أجز إن لم يضر"
وقال عبد الرحمن الأخضري رحمه الله "ويحذف المفعول للتعميم"

وقد سألني الأستاذ محمد بن ابراهيم عن القرينة
أما الدليل اللفظي ففي الفعل "يشأ" وأما المعنوي فمن السياق كما سيأتي بيانه، وأما العموم فمن الشرط، نقول "إذا أكلت فنظف فمك" والمحذوف مفعول "أكل" ودليله لفظ أكل، ففيه الأكل، ودل الشرط على العموم، أي "إذا أكلت أي أكل"، وتقول "متى تأت تجد القرى في دارنا " والمحذوف مفعول "تأت" ودليله "نا" من "دارنا" ولا عموم فيه لأنه معرفة.

وقد قدر محذوف "متى يشأ" بما دل عليه الجواب ومثل هذا شائع في جملتي الشرط والجواب غير أن المعنى لا يساعد عليه، وأما ما استدل به الأستاذ محمد بن ابراهيم ففي غير محله لاتحاد فاعل الشرط والجواب فيما استدل، واختلافهما فيما نحن، بل إن فاعل الشرط مفعول الجزاء في شاهدنا

وأعود إلي بيت الأعشى

وأخو الغوانِ متى يَشَأْ يَصْرِمْنَه = وَيَكُنَّ أَعْدَاءً بُعَيْدَ وِدَادِ

قدروه "وأخو الغواني متى يشأ صرمهن يصرمنه" دون مراعاة معنى البيت، ومن راعى المعنى قدر "مت يشأ وصالهن" وفي البيت دلالة على الوصال غير أن التقدير غير ذلك
والبيت يدل عموم معناه على قصد أخي الغواني الوصال وأنه لا يريد صرما، وأنى له قصد ذلك وهو الذي ما يزال على العهد متلبسا بصحبتهن "أخو الغواني" وكيف يشاء صرمهن كما قدر المعربون له وهو لم يزل يحن لكمودتهن بعد أن أصبحن أعداء بعيد وداد،
فإن كان قد شاء فيكف يأبه لصرمهن وقد شاء ذلك وسبق إليه، فلإن صرمنه فلقد كان بتقديرهم له وهو منه براء "أخو الغواني" أسبق إلى ذلك وأقدر عليه فإذا جاء منهم ما أراده فتلك الراحة الكبرى التي يبحث عنها بزعم من قدر ذلك له، وكيف يتحسر على ودّهن وتَهُمّه عداوتهن له، صَرَمَهن فصرَمْنه وقطع وُدّهن فقطعنه، وعَادَاهنَّ فعادينه تلك بتلك وله فضل السبق في ذلك ولا فائدة في البيت على هذا المعنى المبتذل،

فتعين بالدليل أن المحذوف غير ما قدروه له وغير ما دل عليه والجواب، ولما كان صاحبنا أو صاحب الغواني مهتم بوصالهن بعد صرمهن له مغموم بعدواتهن له بعد وداد "ويكن أعداء بعيد وداد"، دل على أن أخا الغواني لم يشأ قط فهو مسلوب الإرادة والمشيئة وأنه عبد لهن، فمتى أراد الخروج عن معهوده من عبوديته إلى حريته، فرأى فيما يرى النائم أن له مشيئة يشاء بها وإرادة يريد بها لم يفق إلا على صارم مسلول يصرمنه به، وذلك غاية الذل والمهانة كان حرا طليقا فقيد حريته بالغواني وتلق بمن هو فوقه فأذاقه المذلة والإهانة ونزع منه الإرادة االمشيئة، وعليه أن يدوم على ذلك ليحظي بودهن وتدم صحبتهن، فإن كل العبودية ومل الإهانة وسلب الإرادة فشاء صرمنه وكن له أعداء بعيد وداد، وهذا معنى عال وحكمة بالغة والله أعلم.

هذا وقد أكثرنا على صاحبنا الذي فارقنا فآخى الغواني حتى سلبناه أجمل ما يملك حريته وإرادته ولو نطق لقال أما كان في سلب الفعل فاعله غنية عني، أم أن ذلك له جنود يدافعون عنه ولا مدافع عني؟

فما رأي أستاذنا محمد بن ابراهيم في حذف فاعل "يشأ" والتقدير
وأخو الغواني متى يشأن صرمه يصرمنه ويكن أعداء بعيد وداد

ـ[محمد بن إبراهيم]ــــــــ[17 - 07 - 2012, 02:52 ص]ـ
وجزيت مثله يا أستاذنا الكريم، أما الدليل اللفظي ففي الفعل "يشأ" وأما المعنوي فمن السياق كما سيأتي بيانه، وأما العموم فمن الشرط،.سألتك-حفظك الله-عن القرينة التي تدل على هذا التقدير، نعم قد يكون العاشق مسلوب الإرادة كما قلت، ولكن ما الدليل على أنه قصد هذا المعنى؟ وأين هو في كلامه؟ وقد قدر محذوف "متى يشأ" بما دل عليه الجواب ومثل هذا شائع في جملتي الشرط والجواب غير أن المعنى لا يساعد عليه، وأما ما استدل به الأستاذ محمد بن ابراهيم ففي غير محله لاتحاد فاعل الشرط والجواب فيما استدل، واختلافهما فيما نحن، بل إن فاعل الشرط مفعول الجزاء في شاهدنا من شواهد المسألة قول طرَفة:
وإن شئتُ لمْ ترقِلْ وإن شئتُ أرقلتْ * مخافةَ ملويٍّ من القِدِّ محصَدِ
وقول حميد بن ثور:
* إذا شِئْتُ غَنَّتْني بأَجْزاعِ بِيشَةٍ *
والبيت يدل عموم معناه على قصد أخي الغواني الوصال وأنه لا يريد صرما، وأنى له قصد ذلك وهو الذي ما يزال على العهد متلبسا بصحبتهن "أخو الغواني" وكيف يشاء صرمهن كما قدر المعربون له وهو لم يزل يحن لكمودتهن بعد أن أصبحن أعداء بعيد وداد، لم يقل المعربون: إنه شاء ذلك، وليس المقصود وقوعَ المشيئة أصلاً، وإنما المراد أنه متى أراد صرمهن-وهو لايريد ذلك-وجده سهلاً مبذولاً.
قال الآمدي في الموازنة (1/ 391): (ومن ذلك [أي: مما عيب على البحتري، وليس بعيب] قوله:
متى أردنا وجدنا من يقصر عن ... مسعاته أو فقدنا من يدانيه
وقالوا: ليس هذا بالجيد؛ لأنه وصفٌ يشرك ممدوحه فيه البقال والحمال والمراق وباعة الدواء ولقاط النوى؛ لأن هؤلاء أيضًا متى شئنا وجدنا من يقصر عن مسعاتهم، وهو الحجام والكناس والنباش.
والبيت عندي صحيح، وغرض البحتري فيه معروف، ومثله أو نحوه قول الأعشى:
وأخو النساء متى يشأ يصرمنه ... ويعدن أعداء بعيد وداد
وهو لا يشاء ذلك، إنما أراد أن ذلك سهلٌ موجود في النساء، وكذلك قول البحتري " متى أردنا وجدنا " أي: أن ذلك موجود سهل حاصل، وإن لم يكن هناك إرادة ولا طلب؛ لأن تلك حالٌ قد علمت منه ...) انتهى
¥

اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 772
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست