اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين الجزء : 1 صفحة : 73
دور الأهمية المعنوية في ترتيب ألفاظ التوكيد المعنوي في الجملة العربية
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[02 - 05 - 2014, 09:30 م]ـ
دور الأهمية المعنوية في ترتيب ألفاظ التوكيد المعنوي في الجملة العربية
تترتب ألفاظ التوكيد المعنوي بحسب الأهمية المعنوية والقوة التأكيدية، من المؤكَّد، وهي رتبة غير محفوظة، أي أنها على سبيل الأولوية وليست على سبيل الإلزام، والأولى هو تقديم النفس والعين، فإن قيل"لِمَ وجب تقديم نفسه وعينه على كلهم وأجمعين؟ قيل: لأن النفس والعين يدلان على حقيقة الشيء وكلهم وأجمعون يدلان على الإحاطة والعموم، والإحاطة والعموم يدلان على محاط بهما فكان فيهما معنى التبع والنفس والعين ليس فيهما معنى التبع، فكان تقديمها أولى، وقدم كلهم على أجمعين لأن معنى الإحاطة في أجمعين أظهر منه في كلهم، لأن أجمعين من الاجتماع وكل لا اشتقاق له، وأما ما بعد أجمعين فتبع لأجمعين (1)
ويقول الرضي"اعلم أنك لو أردت الجمع بين ألفاظ التوكيد المعنوي قدمت النفس ثم العين ثم الكل ثم أجمعين ثم أخواته من أكتعين إلى أبتعين، أما تقديم النفس والعين على الكل فلأن الإحاطة صفة للنفس ومعنى فيها فتقديم النفس على صفتها أولى، وأما تقديم النفس على العين فلأن النفس لفظ موضوع لماهيتها ولفظ العين لفظ مستعار لها مجازا من الجارحة المخصوصة، كالوجه في قوله تعالى"كل شيء هالك إلا وجهه "أي: ذاته، وأما تقديم الكل على أجمع فلكونه جامدا وإتباع المشتق للجامد أولى، ولا سيما إذا كان المشتق على وزن الصفة وهو أفعل، وأيضا أن كلا قد يقع مبتدأ دون أجمع فإنه لا يقع إلا تأكيدا، وأما تقديم أجمع على أخواته فلكونه أدل على معنى الجمعية المرادة من جميعها، وأما تقديم أكتع في الصحيح على أخويه فلكونه أظهر في إفادة معنى الجمع منهما لأنه من قولهم: حول كتيع أي: تام، وهذا المعنى خاف فيهما (2)
فهذه الألفاظ تتقدم نحو المؤكَّد بحسب قوة الدلالة على التوكيد، ولهذا، فالأولى أن نقول: رجع الجيشُ نفسُه عينُه كلُّه أجمعُه منتصرا، والألفاظ تترتب بحسب الأهمية المعنوية، والإنسان يتحدث تحت رعاية الأهمية المعنوية وعلامات المنزلة والمكانة المانعة للبس.
====================
(1) ابن الأنباري-أسرار العربية -ص152وكذلك السهيلي -نتائج الفكر في النحو-ص287
(2) الرضي-شرح الكافية ج2 ص 375
اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين الجزء : 1 صفحة : 73