اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين الجزء : 1 صفحة : 698
مفهوم التشبيه وأدواته في مغني ابن هشام الأنصاري
ـ[سميرة المغربية]ــــــــ[12 - 10 - 2012, 12:12 م]ـ
التشبيه
(شبه)
لغة: الشِبْه: ضرب من النُّحاس يُلْقى عليه دواء فَيَصْفر، وسمِيَّ شبها، لأنَّه شُبِّهَ بالذهب، لذا يقال: عنده أواني الشَبَه والشِبْه، أي من النحاس الأصفر. [1] (http://www.ahlalloghah.com/#_ftn1) وفي فلان شَبَهٌ من فلان، وهو شَبَهه وشِبْهُهُ، أي: شبيهه.
وتقول: شَبَّهْتُ هذا بهذا، وأَشْبَهَ فلان فلانا، وقال عزَّ وجل: "آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الكِتَابِ وأُخَر مُتَشَابِهات " [2] (http://www.ahlalloghah.com/#_ftn2) ، أي: يُشبه بعضها بعضا. [3] (http://www.ahlalloghah.com/#_ftn3)
وتَشَبَّهَ به: ماثله وجاراه في العمل، ومنه: الشِبْهُ والشَّبه أي المِثْل، والجمع: أشْباه. [4] (http://www.ahlalloghah.com/#_ftn4)
اصطلاحا:
الشبيه هو المثيل، فأشبه الشيء إذا ماثله، والتشبيه عند علماء العربية وبشكل خاص علماء البلاغة، هو واحد من فنون البيان التي أضفت على الصورة الشعرية وغيرها جمالية خاصة، وصارت مبعثا للتباهي بين الشعراء وفرسان الكلام، فهذا بشار بن برد عندما سُئل بِمَ فُقْتَ أهل عمرك، وسبقتَ أبناء عصرك؟ قال: 'لأنِّي لم أقبل كلَّ ما تُورده عليَّ قريحتي ويبعثه فكري، ونظرتُ إلى مغارس الفِطَن، ومعادن الحقائق ولطائف التشبيهات، فَسِرْتُ إليها بفكر جيِّد وغريزة قوية، فأحْكَمْتُ سَبْرَهَا، وانْتَقَيْتُ حُرَّهَا، وكشفتُ عن حقائقها." [5] (http://www.ahlalloghah.com/#_ftn5)
أدوات التشبيه:
أشهر أدوات التشبيه المعروفة في النحو العربي، الكاف و" كأنَّ "، وعلى نهجهم صار ابن هشام في الحديث عن الأدوات التي تُؤدِّي هذا المعنى.
- الكاف:
الكاف حرف جر، يجر الظاهر، يقع أصليا وزائدا، وأشهر معانيه: التشبيه، بل هو أصل معانيها، وقد اقتصر عليه شيخ النحويين سيبويه في قوله: " وكاف التشبيه التي تجيء للتشبيه، وذلك قولك: أَنْتَ كَزَيْدٍ." [6] (http://www.ahlalloghah.com/#_ftn6)
وأطلق عليه اسم " كاف التشبيه " أي أنَّ الكاف المفردة لم ترد في العربية إلاَّ لمعنى التشبيه، ويبدو ذلك واضحا في قوله: فأمَّا ما كان من هذه الحروف ... فإنَّ منها " كاف التشبيه " التي في قولك: أَنْتَ كَزَيْدٍ، ومعناه: مثل زيدٍ ... " [7] (http://www.ahlalloghah.com/#_ftn7)
ولم يذكر الزجاجي في كتابه حروف المعاني للكاف المفردة غير معنى التشبيه [8] (http://www.ahlalloghah.com/#_ftn8)، وهذا يؤيد ما ذكره المرادي بقوله: " لم يثبت أكثر النحاة غير هذا المعنى. " [9] (http://www.ahlalloghah.com/#_ftn9)
ولم يخرج ابن هشام عن إجماع النحاة في هذا الأمر، فهو وإن ذكر للكاف المفردة خمسة معان، إلاَّ أنَّه جعل في مقدمتها معنى التشبيه، وهذا دليل على أنَّه المعنى الأصلي الذي تُفيده، فقد جرت العادة عند النحويين أن يذكروا المعنى الأول والأصلي الذي تُعرف به أداة من الأدوات النحوية، ثم يذكروا بعدها المعاني الأخرى التي تخرج إليها.
ويزخر القرآن الكريم بآيات عديدة أدَّت فيها الكاف المفردة معنى التشبيه، لم يذكرها ابن هشام، إذ اكتفى بالمثال الذي يتردَّد كثيرا في كتب اللغة
العربية عند الحديث عن هذا المعنى، وهو: "زَيْدٌ كَالأَسَدِ " [10] (http://www.ahlalloghah.com/#_ftn10) ، ومن هذه الآيات الكريمة نذكر:
قوله تعالى: " فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الكَلْبِ " [11] (http://www.ahlalloghah.com/#_ftn11) ، وقوله تعالى: " إنَّما مَثَلُ الحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ" [12] (http://www.ahlalloghah.com/#_ftn12) ، وقوله تعالى:" وَلَهُ الجَوَارِ المُنْشَآتُ فِي البَحْرِ كَالأَعْلاَمِ " [13] (http://www.ahlalloghah.com/#_ftn13)
- كَأَنَّ:
¥
اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين الجزء : 1 صفحة : 698