responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 699
قال أغلب النحاة بالتركيب في " كَأَنَّ "، فهي مركبة عند الخليل وسيبويه [14] (http://www.ahlalloghah.com/#_ftn14) والأخفش وعند جمهور النحويين، فأصلها عندهم "إِنْ " لحقتها كاف التشبيه، حتَّى ادَّعى ابن هشام وابن الخبَّاز الإجماع عليه " [15] (http://www.ahlalloghah.com/#_ftn15) ، فالأصل في قولك: كَأَنَّ زَيْداً أَسَدٌ، إِنَّ زَيْداً كَأَسَدٍ، ثم قُدِّم حرف التشبيه اهتماما به ... " [16] (http://www.ahlalloghah.com/#_ftn16)
ونصادف مثل هذا الكلام عند ابن جني في كتابه الخصائص في باب أسماه: باب إصلاح اللفظ، جاء فيه: " ومن إصلاح اللفظ قولهم: كَأَنَّ زَيْداً عَمْرو، اعلم أنَّ أصل هذا الكلام: زَيْدٌ كَعَمْرو، ثًمَّ أرادوا توكيد الخبر فزادوا فيه " إنَّ"
فقالوا: إِنَّ زَيْداً كَعَمْرو، ثُمّ إِنَّهم بالغوا في توكيد التشبيه، فقدَّموا حرفه إلى أوَّل الكلام، عناية به وإعلاما أنَّ عقد الكلام عليه، فلمَّا تقدَّمت الكاف وهي جارة، لم تَجُزْ أن تُباشِر " إِنَّ " لأَنَّها ينقطع عنها ما قبلها من العوامل، فوجب لذلك فتحها، فقالوا: كَأنَّ زَيْداً عمرو ... " [17] (http://www.ahlalloghah.com/#_ftn17)
وعلى خلاف إجماع النحاة، ذهب ابن هشام إلى القول ببساطتها، وهو يعترف أنَّه قول لبعضهم، لا لأغلبهم [18] (http://www.ahlalloghah.com/#_ftn18)، وهو ما حذا بالسيوطي إلى القول بأنَّ القول ببساطتها قول شرذمة، أي قلة قليلة منهم. [19] (http://www.ahlalloghah.com/#_ftn19)
وذكر لها النحاة أربعة معان، ومنهم ابن هشام، ما يهمنا منها معنى التشبيه، فهو الغالب عليها، ففي الجنى الداني: " " الأول – من معانيها – التشبيه، ولم يثبت لها أكثر البصريين غيره، قال ابن مالك: هي للتشبيه المُؤكد؛ فإنَّ الأصل: إنَّ زيداً كالأسد، فقدمت الكاف، وفُتحت أنَّ، صار الحرفان حرفا واحدا مدلولا به على التشبيه والتوكيد " [20] (http://www.ahlalloghah.com/#_ftn20)، وفي شرح الكافية الشافية: " وكَأَنَّ للتشبيه. " [21] (http://www.ahlalloghah.com/#_ftn21)
وذكر ابن السيَّد البطليوسي أنَّ " كأَنَّ لا تكو ن للتشبيه إلاَّ إدا كان خبرها اسما جامدا نحو: كَأنَّ زَيْداً أَسَدٌ، بخلاف ما كان إذا الخبر مشتقا، كأنّ زيدا قائم، مفردا أو محذوفا متعلقا به جار ومجرور أو ظرف، أو جملة فعلية.
وظاهر كلام ابن هشام أنَّها للتشبيه مطلقا سواء أكان خبرها جامدا أو مشتقا. [22] (http://www.ahlalloghah.com/#_ftn22)
وقال الرضي: " والأولى أن يقال: هي للتشبيه أيضا، والمعنى: كَأَنَّكَ شخص قائم، حتى يتغاير الاسم والخبر حقيقة، فيصح تشبيه أحدهما بالآخر ... " [23] (http://www.ahlalloghah.com/#_ftn23)
فالأداة " كَأنَّ " من أبرز معانيها التشبيه كالكاف، وإذا كان ابن هشام لم يُوَضِّح لنا الفرق القائم بين التشبيه في كليهما، فإنَّ غيره من النحاة جعل التشبيه بالكاف أصلا والتشبيه بـ " كَأَنَّ " فرعا محمولا عليها، ومعنى التشبيه في الحالتين مُختلِف، ويوضِّح ابن يعيش هذا الاختلاف: "فما الفرق بين الأصل والفرع في " كَأنَّ "؟ قيل: التشبيه في الفرع أقعد منه في الأصل؛ وذلك إذا قلت: زيدٌ كالأسد، فقد بنيت كلامك على اليقين، ثم طرأ التشبيه بعد، فسري من الآخر إلى الأول، وليس كذلك في الفرع الذي هو قولك: كأَنَّ زَيْداً أَسَدٌ، لأنَّك بنيت كلامك من أوَّله على التشبيه." [24] (http://www.ahlalloghah.com/#_ftn24)
فالخلاف الحاصل بينهما مردُّه إلى التغيير والتباين الحاصلين في موقعيهما، ويؤكِّد هذا القول ابن جني بقوله: " ويدلك على أنَّ الشيئين إذا خُلِطا حدث لهما حُكم ومعنى، لم يكن لهما قبل أن يمتزجا." [25] (http://www.ahlalloghah.com/#_ftn25)

[1] (http://www.ahlalloghah.com/#_ftnref1) - معجم العين، وأقرب الموارد، مادة (شبه).

[2] (http://www.ahlalloghah.com/#_ftnref2) - سورة آل عمران، آية: 7 ,

[3] (http://www.ahlalloghah.com/#_ftnref3) - معجم العين، مادة (شبه) ,

[4] (http://www.ahlalloghah.com/#_ftnref4) - أقرب الموارد، مادة (شيه).

[5] (http://www.ahlalloghah.com/#_ftnref5) - نقلا عن المعجم المفصل، ص: 322.

[6] (http://www.ahlalloghah.com/#_ftnref6) - الكتاب، 4/ 217.

[7] (http://www.ahlalloghah.com/#_ftnref7) - المقتضب، 1/ 39.

[8] (http://www.ahlalloghah.com/#_ftnref8) - حروف المعاني، ص: 39.

[9] (http://www.ahlalloghah.com/#_ftnref9) - الجنى الداني، ص: 84.

[10] (http://www.ahlalloghah.com/#_ftnref10) - المغني، 3/ 7.

[11] (http://www.ahlalloghah.com/#_ftnref11) - سورة الأعراف، آية: 176.

[12] (http://www.ahlalloghah.com/#_ftnref12) - سورة يونس، آية: 24.

[13] (http://www.ahlalloghah.com/#_ftnref13) - سورة الرحمان، آية: 24.

[14] (http://www.ahlalloghah.com/#_ftnref14) - الكتاب، 1/ 474، 2/ 67.

[15] (http://www.ahlalloghah.com/#_ftnref15) - المغني، 3/ 72.

[16] (http://www.ahlalloghah.com/#_ftnref16) - نفسه، 3/ 72.

[17] (http://www.ahlalloghah.com/#_ftnref17) - الخصائص، 1/ 317.

[18] (http://www.ahlalloghah.com/#_ftnref18) - المغني، 3/ 74.

[19] (http://www.ahlalloghah.com/#_ftnref19) - الهمع، 2/ 151.

[20] (http://www.ahlalloghah.com/#_ftnref20) - الجنى الداني، ص: 580.

[21] (http://www.ahlalloghah.com/#_ftnref21) - شرح الكافية الشافية،

[22] (http://www.ahlalloghah.com/#_ftnref22) - حاشية الدسوقي، 1/ 204.

[23] (http://www.ahlalloghah.com/#_ftnref23) - شرح الكافية، 2/ 345،و 346.

[24] (http://www.ahlalloghah.com/#_ftnref24) - شرح المفصل، 8/ 82.

[25] (http://www.ahlalloghah.com/#_ftnref25) - سؤ صناعة الإعراب، 1/ 306.

إمضاء: الدكتورة سميرة حيدا

اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 699
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست