ملتقى أهل اللغة - مجموعة من المؤلفين

اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين الجزء : 1 صفحة : 682

ـ[أبو أيوب العتيبي]ــــــــ[23 - 11 - 2012, 01:33 م]ـ
وهذه نقطة خارجة عن موضوعك: لماذا حشر النقاش في هذه الزاوية الضيقة مع ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم من إرسال معاذ بن جبل رضي الله عنه إلى اليمن بالدين كله؟

أعلم هذا!
لكن قد استدل بهذا أئمة السنة ومنهم البخاري في صحيحه فقد بوب الإمام البخاري بما يدل على هذا فقال: باب ما جاء في إجازة خبر الواحد الصدوق وقول الله تعالى: وَمَا
كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ
فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا
قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ [التوبة:122] وساق في الباب اثنين وعشرين حديثاً مستدلاً بها على خبر الواحد.!
فإذا صح قول المعترض فهذا يدل على أن أئمة السنة ومنهم البخاري استدلالهم بالآية خطأ وواقع في غير موقعه فكنت حريصا على الجواب الذي يثلج الصدر حتى وجدته والحمد لله!

ـ[أبو أيوب العتيبي]ــــــــ[23 - 11 - 2012, 01:38 م]ـ
بارك الله فيكم.
قال القرطبي-رحمه الله-: (((من كل فرقة منهم طائفة)) الطائفة في اللغة الجماعة، وقد تقع على أقل من ذلك حتى تبلغ الرجلين، وللواحد على معنى نفس طائفة، وقد تقدم أن المراد بقوله تعالى: ((إن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة)) رجل واحد.
ولا شك أن المراد هنا جماعة لوجهين، أحدهما عقلا، والآخر لغة.
أما العقل فلأن العلم لا يتحصل بواحد في الغالب، وأما اللغة فقوله: ((ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم)) فجاء بضمير الجماعة.
قال ابن العربي: والقاضي أبو بكر والشيخ أبو الحسن قبله يرون أن الطائفة هاهنا واحد، ويعتضدون فيه بالدليل على وجوب العمل بخبر الواحد، وهو صحيح لا من جهة أن الطائفة تنطلق على الواحد ولكن من جهة أن خبر الشخص الواحد أو الاشخاص خبر واحد، وأن مقابله وهو التواتر لا ينحصر.
قلت: أنص ما يستدل به على أن الواحد يقال له طائفة قوله تعالى: ((وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا)) يعني نفسين.
دليله قوله تعالى: ((فأصلحوا بين أخويكم)) فجاء بلفظ التثنية، والضمير في ((اقتتلوا)) وإن كان ضمير جماعة، فأقل الجماعة اثنان في أحد القولين للعلماء.) انتهى

وقال الألوسي في روح المعاني: (وذكر بعضهم أن في الآية دلالة على أن خبر الآحاد حجة لأن عموم كل فرقة يقتضي أن ينفر من كل ثلاثة تفردوا بقرية طائفة إلى التفقه لتنذر قومها كي يتذكروا ويحذروا، فلو لم يعتبر الإخبار ما لم تتواتر، لم يفد ذلك، وقرر بعضهم وجه الدلالة بأمرين: الأول: أنه تعالى أمر الطائفة بالإنذار، وهو يقتضي فعل المأمور به، وإلا لم يكن إنذارا، والثاني: أمره سبحانه القوم بالحذر عند الإنذار لأن معنى قوله تعالى: ((لعلهم يحذرون)) ليحذروا، وذلك أيضا يتضمن لزوم العمل بخبر الواحد، وهذه الدلالة قائمة على أي تفسير شئت من التفسيرين، ولا يتوقف الاستدلال بالآية على ما ذكر على صدق الطائفة على الواحد الذي هو مبدأ الأعداد، بل يكفي فيه صدقها على مالم يبلغ حد التواتر، وإن كان ثلاثة فأكثر، وكذا لا يتوقف على أن لايكون الترجي من المنذرين، بل يكون من الله سبحانه، ويراد منه الطلب مجازا كما لايخفى.) انتهى

بارك الله فيكم!
كلام القرطبي يؤيد وينصر قول المعترض!
فالقرطبي من الأشاعرة (المبتدعة) والأشاعرة يرون خبر الآحاد ليس بحجة ولا يفيد العلم ولا يستدلون به في العقائد!
أما كلام الآلوسي فليس فيه جواب على كلام المعترض!

ـ[محمد بن إبراهيم]ــــــــ[24 - 11 - 2012, 11:52 م]ـ
أخي الكريم أبا أيوب،
أين في كلام القرطبي أنه لا يجوز الاحتجاج بخبر الآحاد!
فلو خرج من كل فرقة رجل واحد، فمجموع الخارجين جمع، ولو استبدلنا - في غير كلام الله - كلمة رجل بكلمة طائفة، فقلنا: (نفر من كل فرقة رجل ليتفقهوا في الدين) لصح الكلام، لأن النافرين من الفرق كلها رجال لا رجل واحد.
وقد ورد في الأثر عن ابن عباس رضي الله عنه: (...... فقال أبو جهل: والله لأشيرن عليكم برأي ما أرى أبصرتموه بعد، ما أرى غيره، قالوا: وما هذا؟ قال: نأخذ من كل قبيلة غلاما سبطا شابا نهدا، ثم نعطي كل غلام منهم سيفا صارما، ثم يضربونه يعني: ضربة رجل واحد، فإذا قتلتموه تفرق دمه في القبائل كلها فلا أظن هذا الحي من بني هاشم يقوون على حرب قريش كلهم ...)
فعاد الضمير بالجمع مع أن المذكور مفرد، وذلك لإرادة مجموع الأفراد. الظاهر أن بين الجملتين فرقًا، وذلك أن الضمير في الآية-على ما قرره الأخ الكريم-يعود على المعنى (أي: جماعة النافرين)، وهو خلاف الأصل.
وأما ضمير الجمع في الجملة الأخرى، فيعود على لفظ (كل غلام)، وهذا لا إشكال فيه.
أما كلام الآلوسي فليس فيه جواب على كلام المعترض! نعم ليس فيه جواب على ما اعترِض به، ولكن فيه تقرير الاستدلالِ بالآية من وجهٍ آخر.

اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين الجزء : 1 صفحة : 682

صيغة PDF

شهادة

الفهرست