responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 66
الفاعل والمفعول بين الذكر والحذف
تتألف الجملة العربية من المبني عليه والمباني،والمبني عليه كالفعل والمبتدأ ..... إلخ،والمباني كالفاعل والمفاعيل ...... إلخ، والعلاقة بين المبني عليه والمباني هي علاقة الاحتياج المعنوي،والأصل في الفاعل والمفاعيل أن تكون مذكورة في الجملة لأن الفعل يطلبها والمعنى لا يتم بدونها كقولنا "ضرب زيد عمرا "إلا أن المتكلم قد يحذف الفاعل أو المفعول كما يلي:
أ-حذف الفاعل:
قال تعالى"كبُرت كلمةً تخرج من أفواههم"فقد حذف الفاعل لأنه فسَّره بالتمييز،من أجل معنى التعجب،والمفسِّر والمفسَّر لا يجتمعان،ومعنى الآية هو:ما أكبرها كلمة"، كما أنَّ الأصل في الفعل أن يبنى للمعلوم،وقد يبنى للمجهول ويحذف الفاعل إما لأن الفاعل معلوم كقوله تعالى"وخُلق الإنسان ضعيفا"أو لأن المتكلم يجهل الفاعل كقولنا" سُرق المتاع"أو للخوف على الفاعل نحو"شُتم الأمير "أو للخوف من الفاعل كقولنا"قُتل قتيل"أو لتعظيم الفاعل إذا كان الفعل خسيسا أو صونه عن اللسان نحو قولنا "تُكُلِّم بما لا يليق"أو لتحقيره بصون اللسان عنه كقولنا"قد قيل ما قيل " فالمتكلم يتكلم بحسب الحاجة المعنوية.
ب- حذف المفعول:
الأصل في المفعول أن يذكر في الجملة لأنه ضروري،ويحتاج إليه الفعل لتمام المعنى،إلا أن المتكلم قد يحذف المفعول إذا قصد التعميم بالاختصار كقوله تعالى"والله يدعوإلى دار السلام "،أي: يدعو جميع عباده،لأن حذف المفعول يؤذن بالعموم،ولو ذُكر لفات غرض الاختصار،وقد يعتمد المتكلم على تقدم ذكره كقوله تعالى"يمحو الله ما يشاء ويثبت "أي: ويثبت ما يشاء،فحذف المفعول لتقدم ذكره،وقد يحذفه المتكلم طلبا للاختصاركقوله تعالى"يغفر لمن يشاء "أي: يغفر الذنوب.،وقد يستهجن المتكلم التصريح بالمفعول كقول السيدة عائشة - رضي الله عنها- "ما رأيت منه ولا رأى مني"أي: العورة،وقد يتعين المفعول دون ذكره لأن السياق مفهوم بدونه كقولنا:رعت الماشية"أي:نباتا،وقد لا يتعلق الغرض بالمفعول بل يُجعل المفعول نسيا كقوله تعالى"هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون".
وبهذا فالكلام يكون بحسب الحاجة المعنوية عند المتكلم،والإنسان يتثقف لغويا ويقول وهو يفكر ويفكر وهو يقول، ويتحدث تحت رعاية الاحتياج المعنوي وعلامات أمن اللبس.

اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 66
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست