اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين الجزء : 1 صفحة : 65
دور الأهمية المعنوية في الذكر والحذف
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[05 - 05 - 2014, 03:56 م]ـ
دور الأهمية المعنوية في الذكر والحذف
(1)
المبني عليه بين الذِّكر والحذف
يتألف الكلام من المبني عليه والمباني، والمبني عليه كالمبتدأ والفعل، والمباني، كالخبر والفاعل ونائبه والمفاعيل، وتحت رعاية الاحتياج المعنوي وعلامات أمن اللبس يكون الكلام، فالكلام يكون بحسب الحاجة المعنوية عند المتكلم، والمتكلم يذكر في كلامه ما تدعو الحاجة المعنوية إليه، ويحذف من كلامه ما لا يحتاج إليه، والمبني عليه (المبتدأ) قد يكون مذكورا أو محذوفا، وذلك كما يلي:
أ- ذكر المبني عليه (المبتدأ):
كل لفظ يدل على معنى في الكلام جدير بالذكر، لتأدية المعنى المراد منه، كالمبني عليه (المبتدأ)،لأنه المخبر عنه والمحكوم عليه وموضوع الحديث، فذكره واجب حيث لا قرينة تدل عليه عند حذفه، وإلا كان الكلام معمى مبهما، لا يستبين المراد منه، كقولنا: زيد أمير، وقد تدعو الحاجة المعنوية إلى ذكره مع إمكانية حذفه وذلك لأهداف معنوية بلاغية نفسية ولأمن اللبس، وذلك كما يلي:
1 - قال تعالى: أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون"حيث أعاد ذكر المبتدأ زيادة في التقرير والإيضاح للسامع.
2 - نقول: خالد بن الوليد نعم القائد، تقول ذلك إذا سبق لك ذكر خالد وطال عهد السامع به أو ذُكر معه كلام في شأن غيره، وذلك أمنا للبس.
3 - تقول: الله واحد، ردا على من قال: الله ثالث ثلاثة، من أجل التأكيد والتقرير.
4 - تقول: السارق قادم، في جواب من قال: هل حضر السارق، وذلك من أجل الإهانة.
5 - تقول: علي يقاوم الأسد، لإظهار التعجب في جواب من قال: هل علي يقاوم الأسد؟
6 - تقول متلذذا: الله ربي، الله حسبي.
ب-حذف المبني عليه (المبتدأ):
يحذف المتكلم من كلامه ما لا يحتاج إليه، أو ما دل السياق عليه، حيث لا حذف إلا بدليل، ووفقا لمبدأ الحدين: الأدنى والأقصى فإن المتكلم يبذل أقل جهد ممكن في سبيل الوصول إلى أعلى معنى، وقد يحذف المبني عليه (المبتدأ) لأن الحاجة المعنوية عند المتكلم لا تدعوإليه، والكلام مفهوم بدونه، وذلك كما يلي:
1 - قال تعالى: فصكَّت وجهها وقالت عجوز عقيم "أي: أنا عجوز عقيم.
2 - نقول: نعم القائد خالد، أي: هو خالد.
3 - نقول: فصبر جميل، أي صبري صبر جميل، أو أمري صبر جميل.
4 - نقول: عالمُ الغيب والشهادة، لأن المبتدأ معينا معلوما.
5 - وقد يكون المتكلم متضجِّرا أو مُتوجِّعا، كقول الشاعر:
قال لي كيف أنت قلت عليل//سهر دائم وحزن طويل
أي: أنا عليل، وسهري سهر دائم، وحزني حزن طويل.
6 - وقد يكون المتكلم حذِرا، كقول منبِّه الصيَّاد: غزال، أي: هذا غزال، يحذف "هذا"حذرا من فوات الفرصة.
فالحاجة المعنوية عند المتكلم تتحكم في الذكر والحذف.
(2)
المباني بين الذكر والحذف
يتألف الكلام من المبني عليه والمباني، والمبني عليه كالمبتدأ والفعل ... إلخ، والمباني كالفاعل والخبر ونائب الفاعل، والمفاعيل .... إلخ، والعلاقة بين المبني عليه والمباني هي علاقة الاحتياج المعنوي، وتحت رعاية الاحتياج المعنوي وعلامات أمن اللبس يكون الكلام، فالمتكلم يتكلم بحسب الحاجة المعنوية، ويذكر في كلامه ما تدعو الحاجة المعنوية إليه، ويحذف مالا يحتاج إليه، وقد تدعو الحاجة المعنوية إلى ذكر المباني، كالخبر والفاعل، وقد تحذف عندما لا تدعو الحاجة المعنوية إليها، وإليك أمثلة على ذلك:
أولا:
الخبر بين الذكر والحذف
أ- ذكر المباني (الخبر):
الأصل في الخبر أن يكون مذكورا وهو الأصل، وهو عمدة في الكلام، كالمبتدأ والفاعل ونائبه، ولا مقتضى للعدول عنه، ولا حذف إلا بدليل، كقولنا: العلم خير من المال.
ب-حذف المباني (الخبر):
قد لا يكون هناك حاجة معنوية لذكر الخبر، لأن السياق مفهوم بدونه، فيكون ذكره عبثا، كما في الأمثلة التالية:
1 - قال تعالى: إن الله بريء من المشركين ورسوله"أي: ورسوله بريء منهم أيضا، فلو ذكر الخبر هنا لكان ذكره عبثا لعدم الحاجة إليه.
2 - قال الشاعر:
نحن بما عندنا وأنت بما عندك راض والأمر مختلف. أي: نحن بما عندنا راضون، فحذف الخبر لعدم الحاجة إليه.
قال تعالى"لولا أنتم لكنا مؤمنين"أي: لولا أنتم موجودون لكنا مؤمنين.
4 - نقول: لعمرك إن الحياة عقيدة وجهاد، والأصل لعمرك قسمي، فحذف الخبر لأن المبتدأ مشعر بالقسم ويدل عليه.
ثانيا
¥
اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين الجزء : 1 صفحة : 65