اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين الجزء : 1 صفحة : 556
قاعدة (لا يصاغ اسم المفعول من الثلاثي اللازم) هل تطّرد في كل ثلاثي لازم؟
ـ[يوسف س.]ــــــــ[13 - 06 - 2013, 03:09 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
بحسب قواعد علم الصرف (لا يصاغ اسم المفعول من الثلاثي اللازم).
مثل: عَظُمَ - اسم المفعول منه: عظيم، على زنة فَعِيل.
ولا يصاغ منه: معظوم، على زنة مفعول!
وهذا أمر واضح، لا غبار عليه.
واشترطوا لاشتقاق اسم المفعول منه أن نستعمل معه شبه جملة؛ ظرفاً؛ أو جاراً ومجروراً؛ من أجل إلحاقه بالمتعدي ..
مثل: ذَهّبّ زيد، نقول: زيد مذهوب به.
ونامَ، مَنُومٌ على السرير ... الخ.
وسؤالي: هل تطّرد هذه القاعدة في كل (فعل ثلاثي لازم) في لغتنا العربية؟
أم هنالك حالات لا تجري وفق هذه القاعدة؟
ماذا عن الأفعال التالية:
يَمُنَ، ألا ترى أننا نقول: رجل ميمون، على زنة مفعول؟
وسَعِدَ، نقول: هو مسعود؟
وكَحِلَ، مكحول،
وحَزِنَ، محزون،
وشَئِمَ، مشؤوم،
وحُمَ، محموم،
ويَسُرَ، ميسور،
وعَسُرَ، معسور،
قرأتُ وبحثتُ، فوجدتُ أنهم يتأولون، ويتكلفون، لكي تنساق كل الأفعال الثلاثية اللازمة مع قاعدتهم الآنفة الذكر!
ففي لفظ (ميمون) قال أبو حيان: إن ميمون ومشؤوم (اسم فاعل) جاء بلفظ المفعول، والأصل أنها: يامِن وشائِم!
وهذه من أكثرها غرابة! في نظري ..
نحن إذ نسلّم بكونها اسم فاعل، لا أجد مسوغاً لحصر المعنى في اسم الفاعل هنا دون اسم المفعول!
إلا أن يكون مقصدهم أن تنضبط قسراً (كل) الأفعال الثلاثية اللازمة على قاعدتهم!
ما المانع أن يأتي اللفظ على أحد الوجهين بحسب سياق الكلام؟
تأمل المعنى في قصيدة ابن أبي دينار القيرواني - على سبيل المثال -:
يا أيها الملك الميمون طلعته ** تُفدى من الضيم بالأرواح والمهجِ
أتساءل: ما المانع أن يكون المعنى صحيحاً من ثلاثة أوجه:
1 - أن تكون (ميمون) اسم مفعول من الفعل المتعدي (يَمَنَ)،
أي: يَمَنَ الله طلعته. فطلعته ميمونة؟!
2 - أو: باعتبارها اسم فاعل، أي: اليامنة طلعته، بحسب قول أبي حيان؟
3 - أو: يَمُنَت طلعته، من الفعل اللازم (يَمُنَ) فهي ميمونة،
على زنة اسم المفعول من فعل ثلاثي لازم؟
والثالثة هذه هي التي يفرون منها فرارهم من الأسد:)
وفي لفظ (محزون): يقول ابن خالويه في "محزون" أنه مشتق من الرباعي المتعدي أحزَنَ على زنة أفعَلَ، وليست من الثلاثي اللازم حَزِنَ على زنة فَعِلَ!
وفي لفظتي (يَسُرَ وعَسُرَ): يقول صاحب كتاب (المستقصى في علم التصريف): " قد يجيء اللفظ على زنة اسم المفعول الثلاثي ولكن يراد منه المصدر ".
ميسور بمعنى اليسر. ومعسور بمعنى العسر. قالوا: (دعه إلى ميسوره وإلى معسوره) وهما مصدران، أي إلى يسره وعسره ..
وسيبويه يقول هما صفتان، ويتأولهما ...
وفي لفظ (مسعود): قالوا إنه من سَعَدَ، مفتوح العين، الثلاثي المتعدي، وليست من سَعِدَ، مكسور العين، الثلاثي اللازم!
وكذلك الشأن في بقية الأفعال، إما أنهم يردّون اسم المفعول منها إلى فعل (متعد)، ينتمي إلى المادة المعجمية ذاتها التي صيغ منها الفعل. كما مر في "مسعود".
أو ينفون عنه كونه اسم مفعول بالكلية، فيقولون أنه اسم فاعل.
وعندما تعييهم الحيلة يقولون أنه اسم مفعول لكن يراد منه المصدر.
أو يقولون هي صفة ...
إلى غير ذلك ..
المهم ألا تنكسر قاعدتهم التي وضعوها ابتداءً، واضطرتهم للتكلف في تأويل ما خالفها!
أتوافقونني الرأي؟:)
اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين الجزء : 1 صفحة : 556