responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 544
........................ ......................... ......................... ......................... ...................

ولما فرغ من بيان الاسم شرع يتكلم على الفعل فقال: (وأمَّا الفعلُ فثلاثةُ أقسامٍ: ماضٍ، ويُعرفُ بتاءِ التأنيثِ الساكنةِ) مثل قامَتْ (وبناؤُهُ على الفتحِ كضَرَبَ) هذا هو الأصل في الماضي بمعني الأمر الذي يثبت له إذا لم يتصل به بعض الضمائر فإذا اتصلت به واو الجماعة خرج عن الأصل وهو الفتح إلى البناء على السكون، وإن اتصلت به ضمائر الرفع المتحركة خرج عن الفتح إلى السكون (إلا معَ واوِ الجماعةِ فيُضَمُّ كَضَرَبُوا، أوِ الضميرِ المرفوعِ المتحركِ فَيُسَكَّنُ كَضَرَبْتُ) وضمير الرفع المتحرك هو تاء الفاعل تُ، تَ، تِ، ونا الفاعل، ونون النسوة، فهذه ضمائر رفع لأنها إما أن تقع فاعلا أو نائب فاعل مثل ضَرَبْتُ، وضُرِبْتُ،، فإن قيل لم سميت هذه الخمسة متحركة مع أن آخر (نا) ساكن؟ قلنا: نقصد بالمتحرك هنا أحد أمرين: ما آخره حركة مثل: تُ، تَ، تِ، نَ، وما كان جزؤه المتصل بالفعل متحرك فإن النون من (نَا) مفتوحة وهي التي تباشر آخر الفعل الماضي مثل ضَرَبْنَا كذا قرره العلامة السجاعي في حاشيته على شرح القطر (ومِنهُ) أي من الفعل الماضي (نِعْمَ) بدليل تاء التأنيث الساكنة تقول: نِعْمَت المرأةُ فاطمةُ (وبِئْسَ) نحو بِئسَت المرأةُ حمالةُ الحطبِ (وعسَى) نحو عَسَتْ هندُ أن تقومَ (وليسَ) نحو ليستْ المؤمنةُ بطعانةٍ ولا لعانةٍ (في الأصحِّ) أي في القول الأصح من أقوال العلماء فقد خالف بعضهم في (نعم- وبئس- وعسى- وليس) ولكن الراجح هو أنها أفعال ماضية بدليل قبولها تاء التأنيث الساكنة. (وأمرٌ، ويُعْرَفُ بدَلَالتِهِ على الطَّلَبِ معَ قَبُولِهِ ياءَ المخاطَبَةِ) نحو اذهبْ فهو فعل أمر لأنه يدل على طلب الذهاب ويقبل ياء المخاطبة اذهبي فإن دل على الطلب ولم يقبل ياء المخاطبة فهو اسم فعل أمر مثل صَهْ بمعنى اسكت (وبناؤُهُ على السُّكونِ كاضرِبْ) هذا هو الأصل فيه وقد يخرج عنه (إلا المعتلَّ فعلى حذفِ آخرِهِ كاغْزُ واخْشَ وارْمِ) فالأول مبني على حذف الواو، والثاني على حذف الياء، والثالث على حذف الألف. (ونحو قُومَا، وقُومُوا، وقُومِي؛ فعلى حذفِ النونِ) أي إذا اتصل به ألف الاثنين أو واو الجماعة أو ياء المخاطبة فإنه يبنى على حذف النون (ومِنْهُ) أي ومن فعل الأمر (هَلُمَّ في لغةِ تَمِيمٍ) هلُمَّ فيها لغتان- لهجتان للعرب- لغة أهل الحجاز، ولغة بني تميم، ويختلف تحديد نوع الكلمة هل هي اسم، أو فعل باختلاف اللغتين. فلغة أهل الحجاز هي لزوم هلمَّ طريقة واحدة ولا يختلف لفظها بحسب من هي مسندة إليه، فتقول: هَلُمَّ يا زيدُ، وهَلُمَّ يا هندُ، وهَلُمَّ يا زيدانِ، وهَلُمَّ يا هندانِ، وهَلُمَّ يا زيدونَ، وهَلُمَّ يا هنداتُ. ولغة بني تميم هي تصريفها مع الضمائر يقولون: هَلُمَّ يا زيدُ، وهَلُمِّي يا هندُ، وهَلُمَّا يا زيدانِ، وهَلُمَّا يا هندانِ، وهَلُمُّوا يا رجالُ، وهَلْمُمْنَ يا نساءُ. فإذا علم هذا فـ (هَلُمَّ) على لغة الحجازيين اسم فعل أمر بمعنى أقبل، لأنه يدل على طلب الإقبال ولا يقبل ياء المخاطبة. وعلى لغة بني تميم فعلُ أمر لدلالته على الطلب وقبوله ياء المخاطبة هَلُمِّي. فائدة: (هَلُمَّ) يستعمل لازما ومتعديا، مثال اللازم هَلُمَّ يا زيدُ بمعنى أقبل، قال تعالى: (قَدْ يَعْلَمُ اللهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا) أي أقبلوا إلينا، ومثال المتعدي يا سعيدُ هَلُمَّ زيدًا أي أحضره، قال تعالى: (قُلْ هَلُمَّ شُهَدَاءَكُمُ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ أَنَّ اللَّهَ حَرَّمَ هَذَا) أي أَحضروا شهداءكم، ومنه نعلم أن القرآن نزل بلغة أهل الحجاز ولو نزل بلغة بني تميم لقال هَلُمُّوا في الآيتين. (و) من فعل الأمر (هاتِ وتعالَ في الأصحِّ) فقد عدهما جماعة من النحويين في أسماء الأفعال، والصواب أنهما فعلا أمر بدليل دلالتهما على الطلب وقبولهما ياء المخاطبة، نقول: هاتِي يا هندُ الكتابَ، وتَعَالَي للدرسِ.

(تدريب)

أعرب ما يلي:
1 - قَدْ يَعْلَمُ اللهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا.
2 - قُلْ هَلُمَّ شُهَدَاءَكُمُ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ أَنَّ اللَّهَ حَرَّمَ هَذَا.

اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 544
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست