responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 536
................................................. .................................................. ...................
لما فرغ من الاسم والفعل شرع يتكلم في الحرف فقال (وأمَّا الحرفُ فيُعرفُ بأنْ لا يقبلَ شيئًا مِن علاماتِ الاسمِ والفعلِ، نحوُ: هلْ، وبلْ) فكل كلمة تقبل علامة من علامات الاسم فهي اسم، وكل كلمة تقبل علامة من علامات الفعل فهي فعل، وكل كلمة لا تقبل شيئا من علامات الاسم أو الفعل فهي حرف، مثل: هل وهو حرف استفهام مبني على السكون تقول: هَلْ جاءَ زيدٌ، ومثل: بل وهو حرف عطف مبني على السكون تقول: ما جاءَ زيدٌ بلْ عمروٌ.
ثم أخذ المصنف يذكر بعض الكلمات التي اختلف في حرفيتها (وليسَ منهُ) أي من الحرف (مَهْما وإذْمَا) أما مهما فذكر بعض العلماء أنها حرف، والمختار أنها اسم بدليل عود الضمير عليها، وكل كلمة يعود الضمير عليها فهي اسم، فهذه علامة إضافية من علامات الاسم، قال تعالى: (وَقَالُواْ مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ مِن آيَةٍ لِّتَسْحَرَنَا بِهَا فَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ) نلاحظ هنا أن مهما بمعنى أي شيء أي قالوا أي شيء تأتنا به، فيكون الضمير في به عائدا على مهما فنعرف أنها اسم، وهي اسم شرط جازم يجزم فعلين، وأما إذْمَا فقال بعضهم هي حرف وقال آخرون هي اسمٌ، واستدلوا على اسميتها بأن (إذْمَا) كلمتان: إذْ + ما، وإذْ اسم يدل على الزمان بمعنى حين، قال تعالى: (إلا تنصروه فقد نصرهُ اللهُ إذْ أخرجَهُ الذينَ كفروا) أي فقد نصره الله حين إخراجِ الكفار له، وإذا ثبت أنها قبل دخول ما كانت اسما، فبعد دخول ما الزائدة عليها تبقى اسما أيضا لأن الأصل بقاء ما كان على ما كان، وهي بعد دخول ما اسم شرط جازم لفعلين بمعنى متى تقول إذْمَا تقمْ أقمْ، أي متى تقم أقم، وذلك نظير إمّا في قوله تعالى: (إمَّا تَرَيِنَّ من البشرِ أحدًا) فإما هي إن حرف الشرط وقد اقترن به ما الزائدة فلم يخرج عن الحرفية باقتران ما به. (بل) من الحرف (مَا المصْدَرِيَّةُ ولمَّا الرَّابِطَةُ في الأصحِّ) من القولين، لأنهما لا يقبلان شيئا من علامات الاسم أو الفعل، وما المصدرية هي التي تدخل على الأفعال وتؤولها بمصدر تقول: سَرَّنِي ما فعلتَ أي سرني فِعْلُكَ، قال تعالى: (ودُّوا ما عَنِتُّم) أي ودُّوا عنتكم، وقال تعالى: (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى? لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا) أي ذلك اللعنُ بعصيانهم أي بسببه، وإعرابها: حرف مصدري مبني على السكون، ولَمَّا الرابطة هي حرف يدل على وجود شيء عند وجود شيء آخر تقول: لما جاءني أكرمتُهُ، فإنها ربطت وجود الإكرام عند وجود مجيئه، ولما درسَ زيدٌ نجحَ، فإنها ربطت وجود النجاح بوجود الدراسة، وهي حرف وجود لوجود مبني على السكون، فتلخص أن كلمتين الراجح فيهما الاسمية وهما: (مهما، وإذْمَا) وكلمتين الراجح فيهما هو الحرفية وهما: (ما المصدرية، ولمَّا الرابطة).
ثم لما فرغ من بيان الكلمة وأقسامها شرع يتكلم في الكلام فقال: (والكلامٌ لفظٌ مفيدٌ) واللفظ هو صوت مشتمل على بعض الأحرف، والمفيد هو: ما يصح الاكتفاء به، نحو الحمدُ للهِ (وأقلُ ائتلافِهِ) أي تركبه (من اسمينِ كزيدٌ قائمٌ) وهي الجملة الاسمية (أو فعلٍ واسمٍ كقامَ زيدٌ) وهي الجملة الفعلية.
ثم شرع يتكلم في المعربات التي تكون في الكلام فقال (فصلٌ: أنواعُ الإعرابِ أربعةٌ رفعٌ ونصبٌ في اسمٍ وفعلٍ نحو زيدٌ يقومُ) زيدٌ اسم مرفوع، ويقوم فعل مضارع مرفوع (وإنَّ زيدًا لنْ يقومَ) زيدًا اسم منصوب، ويقومَ فعل مضارع منصوب (وجرٌ في اسمٍ نحو بزيدٍ) من قولك مررتُ بزيدٍ (وجزمٌ نحو لمْ يقمْ فيرفعُ) الاسم والفعل المضارع (بضمةٍ وينصبُ بفتحةٍ ويجرُ بكسرةٍ ويجزم بحذف حركةٍ) أي بالسكون لأنه عدم الحركة، والجر للأسماء والجزم للأفعال المضارعة، والأصل في الإعراب أن يكون الرفع بالضمة والنصب بالفتحة والجر بالكسرة والجزم بالسكون، وخرج عن هذا الأصل سبعة أبواب هي: الأسماء الستة، والمثنى، وجمع المذكر السالم، وجمع المؤنث السالم، والاسم الذي لا ينصرف، والأفعال الخمسة، والفعل المضارع المعتل الآخر، وسيأتي بيانها إن شاء الله.
(إلا الأسماءَ الستةَ وهي: أبوهُ) نحو جاءَ أبوه، ورأيتُ أباه ومررتُ بأبيه (وأخوهُ) نحو جاءَ أخوه، ورأيتُ أخاه، ومررتُ بأخيه، (وحَمُوهَا) الحم هو أقارب الزوج بالنسبة للزوجة كأبيه وأخيه وعمه، ولذلك قال حموها بالإضافة إلى المرأة ولم يقل حموه، تقول: جاءَ حموها، ورأيتُ حماها ومررتُ بحميها (وهَنُوهُ) نحو هذا هنو الطفلِ، وسترتُ هنا الطفلِ، وغسلت الأم النجاسة عن هني الطفلِ (وفوهُ) نحو هذا فوكَ، وأكرمْ فاكَ، واغسلْ الطعامَ من فِيكَ (وذو مالٍ) أي صاحب مال وقد أضافه إلى اسم ظاهر لأنه لا يضاف إلى الضمائر فلا تقل ذوك أو ذوها، تقول: جاءَ ذو مالٍ، ورأيتُ ذا مالٍ، ومررتُ بذي مالٍ (فترفعُ بالواوِ، وتنصبُ بالألفِ، وتجرُّ بالياءِ) ولكن بشروط هي: أولا: أن تكون مفردة، ثانيا: أن تكون مكبرة، ثالثا: أن تكون مضافة، رابعا: أن تكون الإضافة إلى غير ياء المتكلم، قال المصنف في شرحه: واستغنيتُ عن اشتراط هذه الشروط لكوني لفظتُ بها مفردة مكبرة مضافة إلى غير ياء المتكلم. اهـ.
(والأفصحُ استعمالُ هنٍ كغَدٍ) أي يعرب بالحركات فكما تقول: الغدُ قريبٌ، وإن غدًا لقريبٌ، واصبرْ عليَّ لغدٍ، تقول: خرجَ هنُ الطفلِ، وسترتُ هنَ الطفلِ، وغسلت الأمُّ النجاسةَ عن هنِ الطفلِ.

(تدريب)

أعربْ ما يلي:
1 - ((مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ)).
2 - ((قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَّكُم مِّنْ أَبِيكُمْ)).
3 - ((قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا)).
4 - ((إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بآيَاتِ اللهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَاللهُ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ)).

اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 536
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست