اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين الجزء : 1 صفحة : 524
أي لو فرضنا أن أحدا سمى ابنته أولات فيكون ملحقا بجمع المؤنث السالم لأنه مفرد وليس جمعا تقول: جاءتْ أولاتٌ مسرعةً، ورأيتُ أولاتٍ مسرعةً، ومررتُ بأولاتٍ مسرعةٍ، ومثل: زينبات إذا سمي به امرأة فيكون ملحقا بجمع المؤنث السالم لأنه مفرد وليس جمعا تقول: جاءتْ زينباتٌ، ورأيتُ زينباتٍ، ومررتُ بزينباتٍ، وكذلك عنايات وعطيات وعرفات وأذرعات. (فينصبُ بالكسرةِ) بدل الفتحة (نحو: خلقَ اللهُ السمواتِ) قال تعالى: (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ). (وأَصطفى البناتِ) قال تعالى: (أَصْطَفَى الْبَنَاتِ عَلَى الْبَنِينَ) والبنات جمع بنت، وهنا إشكال وهو أن التاء موجودة في المفرد فالمفروض أنها ليست بجمع مؤنث سالم؟ والجواب هو أن أصل بنت هو بنوٌ فحذفت الواو وعوض عنها بالتاء، فالتاء هذه ليست حرفا أصليا من بنية الكلمة، ثم لما أريد جمعها جمع مؤنث سالم حذفت منها التاء كي لا تجتمع في الاسم علامتا تأنيث فقيل بنات، كما حذفت التاء من فاطمة وقيل فاطمات كي لا تجتمع علامتا تأنيث. (و) إلا (ما لا ينصرِفُ فيجرُ بالفتحةِ نحو بأفضلَ مِنهُ) من قولك مررتُ بأفضلَ منه، فأفضل جر بالفتحة لأنه اسم غير منصرف لأن اسم التفضيل مثل: أفضل، أعلم، أكرم، أحكم، أكبر ممنوع من الصرف (إلا معَ ألْ نحو: بالأفضلِ، أو بالإضافةِ نحو بأفضلِكم) يقصد أن الاسم الذي لا ينصرف إذا دخلت عليه أل أو أضيف إلى اسم بعده رجع إلى الأصل وهو الجر بالكسرة نحو مررتُ بالأفضلِ منه، وبأفضلِكم، قال تعالى: (وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ) فمساجد جمع تكسير غير منصرف، ولكنه جر بالكسرة حين دخلت عليه أل، وقال تعالى: (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ) فأحسن أفعل تفضيل فالمفروض أن يجر بالفتحة لكنه جر بالكسرة لأنه أضيف إلى تقويم. (و) إلا (الأمثلةَ الخمسةَ) قد ذكروا أن التعبير بالأمثلة الخمسة أولى من التعبير بالأفعال الخمسة لأنها ليست أفعالا خمسة معينة كما هو الحال في الأسماء الخمسة بل هي صيغ يندرج تحتها ما لا حصر له من الأمثلة (وهي تَفعلانِ وتَفعلونَ بالياء والتاء فيهما) فنحصل على أربع صيغ يفعلانِ وتفعلانِ، ويفعلونَ وتفعلونَ (وتفعلينَ، فترفع بثبوت النون، وتجزم وتنصب بحذفها، نحو: فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا) بحذف النون في النصب والجزم. (و) إلا (الفعلَ المضارعَ المعتلَّ الآخرِ فيجزم بحذف آخره، نحوَ لم يغزُ) أصله يغزو (ولم يخشَ) أصله يخشى (ولم يرمِ) أصله يرمي، والخروج عن الأصل في حالة الجزم فقط أما في الرفع والنصب فعلى الأصل يرفع بالضمة والفتحة. هذا (فصلٌ) في بيان الإعراب المقدر (تُقَدَّرُ الْحَركَاتُ كُلُّهَا) الضمة والفتحة والكسرة (فِي نَحْوِ غُلاَمِي) أي مما أضيف إلي ياء المتكلم (والْفَتَى) أي مما كان مقصورا (وَيُسَمَّى الثانِي) وهو الفتى (مَقْصُورًا) وهو كل اسم معرب آخره ألف لازمة، واحترزنا بالألف اللازمة عن الألف غير اللازمة مثل رأيتُ أبا زيدٍ، فإن الألف فيه ليست لازمة بل جيء بها في حالة النصب فقط فلذا لا يكون (أبا) مقصورا ولا يعرب بالحركات المقدرة (وَالضَّمَّةُ وَالْكَسْرَةُ فِي نَحْوِ القَاضِي، وَيُسَمَّى مَنْقُوصًا) وهو كل اسم معرب آخره ياء لازمة مكسور ما قبلها، واحترزنا بالياء اللازمة عن الياء غير اللازمة مثل مررتُ بأبي زيدٍ فإن الياء فيه ليست لازمة بل جيء بها في حالة الجر فقط فلذا لا يكون (أبي) منقوصا ولا يعرب بالحركات المقدرة، واحترزنا بمكسور ما قبلها عن غير المكسور فلا يكون مقصورا مثل ظَبْي فهذا يعرب بالحركات الظاهرة لأن الباء التي قبل الياء ساكنة، تقول: هذا ظبْيٌ ورأيت ظبْيًا ومررت بظبْيٍ (وَالضَّمَّةُ وَالْفَتْحَةُ فِي نَحْوِ يَخْشَى) أي من كل مضارع معتل بالألف فتقدر عليه الضمة والفتحة للتعذر، وأما في حالة الجزم فيكون بحذف آخره نحو لم يخشَ (وَالضَّمَّةُ فِي نَحْوِ يَدْعو وَيَقْضِي) أي من كل مضارع معتل بالواو أو الياء، فتقدر الضمة فقط للثقل (وتَظْهَرُ الفَتْحَةُ) لخفتها (في نَحْوِ إِنَّ القاضِيَ لَنْ يَقْضِيَ وَلَنْ يَدْعُوَ) أي في الاسم المقصور كالقاضي والمضارع المعتل بالياء نحو يقضي والمعتل بالواو نحو يدعو.