اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين الجزء : 1 صفحة : 523
ثانيا: تقدير بعض الحركات، ويكون في ثلاثة مواضع:
1 - الاسم المنقوص، وهو: ماكان آخِرُهُ ياءً مكسورًا ماقبلها، مثل القاضِي، والساعِي، والهادِي، وهذا تُقدَّر فيه الضمة والكسرة فقط للثقل، أي لثقل النطق بالياء مضمومة أو مكسورة، تقول: جاء القاضِي، وذهبت إلى القاضِي. فالأول فاعلٌ مرفوعٌ بضمة مقدرة على الياء للثقل، والثاني اسم مجرور بكسرة مقدرة على الياء كذلك.
أمَّا الفتحة فتظهر على آخره لخفتها، تقول: رأيتُ القاضيَ، وهو مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة على آخره.
2 - الفعل المضارع المنتهي بألف، مثل يخشى، يسعى، يرضى، وهذا تُقدَّرُ على آخره الضمة والفتحة فقط لتعذر النطق بهما لأن الألف ساكنة أبدا لا تحتمل الحركات كما سبق، تقول: زيدٌ يخشى اللهَ، ولن يخشى العدوَ، فالفعل الأول مجردٌ عن الناصب والجازم، وهو مرفوع بضمة مقدرة على آخره للتعذر، والثاني منصوبٌ بلن وعلامة نصبه فتحة مقدرة كذلك.
أمَّا في حالة الجزم فيحذف حرف العلة فإعرابه ظاهري، تقول: لم يخشَ زيدٌ إلا رَبَّه، وهو فعل مضارع مجزوم بحذف آخره.
3 - الفعل المضارع المنتهي بواو أوياء، مثل: يدعو، يغزو، يصلي، يمشي فإنَّ الضمة تقدر عليهما للثقل، تقول: زيدٌ يدعو ربَّه ويصلي له، فالفعلان يدعو ويصلي مرفوعان لتجردهما عن الناصب والجازم، وعلامة رفعهما ضمة مقدرة للثقل.
أمَّا في حالة النصب فإن الفتحة تظهر على آخرهما لخفّتها مثل: لن يدعوَ زيد خصمه، ولن يُلقِيَ سلاحَه.
وأمَّا في حالة الجزم فإنَّ الواو والياء تحذفان أي يكون إعرابه لفظيا لا تقديريا،تقول: لم يدعُ زيد خَصمَه، ولم يُلقِ سلاحَه.
(شرح النص)
وأُولاتَ، وما جُمِعَ بألفٍ وتاءٍ مزيدتينِ، وما سُمِّيَ بهِ منهما؛ فينصبُ بالكسرةِ نحو: خلقَ اللهُ السمواتِ، وأَصطفى البناتِ.
وما لا ينصرِفُ فيجرُ بالفتحةِ نحو: بأفضلَ منهُ، إلا معَ ألْ نحو: بالأفضلِ، أو بالإضافةِ نحو بأفضلِكم.
والأمثلةَ الخمسةَ، وهي تَفعلانِ وتَفعلونَ بالياء والتاء فيهما، وتفعلينَ، فترفع بثبوت النون، وتجزم وتنصب بحذفها، نحو (فَإِن لَّمْ تَفْعَلُوا وَلَن تَفْعَلُوا).والفعلَ المضارعَ المعتلَّ الآخرِ فيجزم بحذف آخرِهِ، نحوَ لم يغزُ ولم يخشَ ولم يرمِ. فصلٌ: تُقَدَّرُ الْحَركَاتُ كُلُّهَا فِي نَحْوِ غُلاَمِي، والْفَتَى وَيُسَمَّى الثانِي مَقْصُورًا، وَالضَّمَّةُ وَالْكَسْرَةُ فِي نَحْوِ القَاضِي، وَيُسَمَّى مَنْقُوصًا، وَالضَّمَّةُ وَالْفَتْحَةُ فِي نَحْوِ يَخْشَى، وَالضَّمَّةُ فِي نَحْوِ يَدْعو وَيَقْضِي، وتَظْهَرُ الفَتْحَةُ في نَحْوِ إِنَّ القاضِيَ لَنْ يَقْضِيَ وَلَنْ يَدْعُوَ.
.......................... ......................... ......................... ......................... ...................
ثم شرع في جمع المؤنث السالم فقال: (و) إلا لفظة (أُولاتَ) بمعنى صاحبات وهو ملحق بجمع المؤنث السالم لأنه لا مفرد له من لفظه تقول: جاءَ أولاتُ الدينِ، ورأيتُ أولاتِ الدينِ، ومررتُ بأولاتِ الدينِ، (وما جُمِعَ بألفٍ وتاءٍ مزيدتينِ) نحو هندات، واحترز بالمزيدتين عما إذا كانت أحدهما أصلية أي موجودة في المفرد فإنه ينصب بالكسرة على الأصل، مثل أموات جمع ميت، فإن التاء موجودة في المفرد فيكون جمع تكسير لا جمع مؤنث سالما، قال تعالى: (وكنتم أمواتًا).ومثل: قُضَاة أصله قضَيَةٌ تحركت الياء وانفتح ما قبلها فصار قضاة، فتلك الياء هي بعينها التي في المفرد (قاضي) فلا تكون الألف زائدة عن المفرد فلا يكون جمع مؤنث سالم فينصب بالفتحة على الأصل تقول: رأيتُ قضاةً. ومثل: غُزاة أصله غزَوَةٌ تحركت الواو وانفتح ما قبلها فقلبت ألفا فصار غزاة، فتلك الواو هي بعينها التي في المفرد فإن أصل (غازي) هو غازِو بدليل أن مضارعه هو يغزو، واسم الفاعل مشتق من المضارع، وهنالك قاعدة صرفية تقول: إذا وقعت الواو في طرف الكلمة وسبقت بكسرة قلبت ياء، فتحصل أن غزاة أصله غزوة فالواو هي بعينها التي في المفرد فلا تكون زائدة فلا يكون جمع مؤنث سالم فينصب بالفتحة على الأصل تقول: رأيت غزاةً. (وما سُمِّيَ بهِ منهما) أي والاسم الذي سمي به من لفظ أولات، وما جمع بألف وتاء مزيديتين، أي الأعلام المنتهية بألف وتاء فإنها من الملحقات بجمع المؤنث السالم مثل: أولات اسم امرأة
¥
اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين الجزء : 1 صفحة : 523