responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 508
الدرس العاشر من دروس شرح متن قطر الندى.
ـ[أبو مصطفى البغدادي]ــــــــ[09 - 07 - 2013, 02:43 م]ـ
الدرس العاشر

الجوازم

يجزمُ المضارعُ إذا وقع جوابًا لطلب، أو بعد أداة تجزم فعلًا واحدًا، أو فعلين، والتفصيل فيما يلي:
أولا: إذا وقع جوابًا لطلب. وقد تقدمت أنواعه: كالأمر، والنهي، والدعاء، والاستفهام ...
ولكي يتحقق الجزم هنا لا بد من توفر شروط هي:
1 - أن يتقدم على الفعل المضارع طلبٌ.
2 - أن تسقط الفاء في جواب الطلب.
3 - أن يقصد بالمضارع الجزاء أي أن يكون المضارع مسبَّبَا وناتجا عن ذلك الطلب المتقدم عليه.
مثل: (ابتعدْ عن النارِ تسلمْ)، فهنا وقع المضارع (تسلم) جوابا لطلب وهو الأمر ابتعدْ، وسقطت الفاء منه، وقد قصد به الجزاء، بدليل صحة المعنى إذا قدرت شرطا مكان الطلب فتقول: إنْ تبتعدْ عن النارِ تسلمْ، فالسلامة من النار ناتجة عن الابتعاد عنها، فلما انطبقت الشروط جزم المضارع لوقوعه في جواب الطلب.
فإن لم يتقدم طلب بل تقدم نفي، أو خبرٌ مثبتٌ؛ لم يصحَّ جزمُ المضارع بل يجبُ رفعه نحو: ما تأتينا تُحدِثُنَا، فرفع تحدثنا هنا لوقوعه في جواب نفي، ونحو: أنتَ تأتينا تُحدِثُنا، فرفع تحدثنا هنا لوقوعه بعد خبر مثبت.
وإن لم تسقط الفاء من الجواب نصب المضارع كما تقدم في المنصوبات مثل: ادرسْ فتنجحَ.
وإن لم يقصد بالمضارع الجزاء لم يجزم مثل: اِئْتِنِي برجلٍ يحبُّ اللهَ ورسولَهُ، فإنه لا يصح جزم المضارع (يحب) بل يجب رفعه لأنك لا تريد أن محبة الله ورسوله مسببة وناتجة عن الإتيان به فلذا لا يصح تقدير الشرط هنا فلا يقال: إن تأْتِنِي برجلٍ يحبْ الله ورسوله، لأن المحبة ليست ناتجة عن الإتيان به فالجملة مفككة المعنى، وإنما المراد هو ائتني برجل صفته أنه يحب الله ورسوله.
فاتضح أنه في الأمر نقدر شرطا محل الأمر فإن استقام المعنى جزم المضارع وإلا رفع.
وأما في النهي فيشترط أن نقدر (إنْ + لا النافية) قبل المضارع فإن استقام المعنى جزم المضارع وإلا رفع. مثل: لا تقتربْ من النارِ تسلمْ، بجزم تسلم إذْ يصح المعنى لو قلنا: إنْ لا تقتربْ من النارِ تسلمْ. بخلاف قولنا: لا تقتربْ من النارِ تحترقُ، فيجب رفع تحترق؛ لأنه لا يصح المعنى لو قلنا: إنْ لا تقتربْ من النارِ تحترقُ.
وبقية أنواع الطلب تكون مثل الأمر أي نقدر لها شرطا مكان الطلب، مثل: أينَ بيتُكَ أزرْكَ، بجزم أزرك إذْ يصح المعنى لو قلنا: إنْ تُعَرِّفْنِي بيتكَ أزرْكَ، ومثل: ليتَ لي مالًا أُنفِقْهُ في سبيل اللهِ، إذْ يصح: إنْ يكنْ لي مالًا أنفقْهُ في سبيل اللهِ.

الأدوات التي تجزم فعلا واحد

ثانيا: إذا وقع المضارع بعد أداة تجزم فعلا واحدا وهي: (لمْ- لَمَّا- لام الأمر- لا الناهية).
1 - لمْ: مثل: لمْ يحضرْ زيدٌ.
2 - لما: مثل: لما يحضرْ زيدٌ.
فلم ولما: حرفان ينفيان المضارع، ويجزمانه، والفرق بينهما معنوي وهو: أن (لما) تفيد النفي المستمرَّ إلى زمن المتكلم، فإذا قلتَ: لما يحضرْ زيدٌ، دلَّ على أنه لم يحضرْ حتى الآنَ، لذلك لا يصح أن تقول: لما يحضر زيدٌ قبل يومينِ وحضرَ البارحة؛ لأنه في هذه الحالة لا يكون النفي قد استمر إلى الآن بل قد انقطع.
وأما (لمْ) فتفيد النفي مطلقا سواء استمر أو انقطع، فإذا قلت: لمْ يحضرْ زيدٌ دلَّ على انتفاء حضوره فقط دون قيد الاستمرار إلى زمن الحال، ولذلك يصح أن تقول: لمْ يحضر زيدٌ قبل يومينِ وحضرَ البارحة.
3 - لام الأمر: مثل: لِتذهبْ يا زيدُ إلى البصرةِ.
4 - لا الناهية: مثل لا تهجرْ صديقَكَ.

الأدوات التي تجزم فعلين

ثالثا: إذا وقع المضارع بعد أداة شرط تجزم فعلين، وهي: إحدى عشرة أداةً:
1 - (إِنْ) مثل: إنْ تجتهدْ تنجحْ، فتجتهد وتنجح مجزومان بإنْ، الأول فعل الشرط، والثاني جواب الشرط، وهكذا البقية.
2 - (إِذْ مَا) مثل: إذْ ما تفعلْ ما تأمرُ بهِ تجدْ مقتديًا بكَ.
3 - (أَينَ) مثل: أينَ يذهب الصالحُ يجدْ أعوانًا. وهي للمكان.
4 - (أنَّى) مثل: أَنَّى تزرْنِي أُكرمْكَ. وهي للمكان أيضا.
5 - (أَيَّانَ) مثل: أَيَّانَ يرفعْكَ اللهُ ترتفعْ. وهي للزمان.
6 - (متى) مثل: متى تخلصْ لي أخلصْ لكَ. وهي للزمان أيضا.
7 - (مَهما) مثل: مهما يأمرْني ربي أفعلْ. بمعنى أي شيء وتكون لغير العاقل.
¥

اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 508
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست