responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 495
فإذا علم هذا فحكمنا على الإنسان بأنه كلي هو حكم على ذلك الجنس الذي يوجد في الذهن فقط فأل فيه لبيان الحقيقة.
ب- أن يكون الحكم متسلطا على المفهوم الذهني مع قطع النظر إلى الخارج.
مثل: الرجل خير من المرأة فأننا نحكم بأن هذه الحقيقة خير من هذه الحقيقة، ولو نظرنا إلى الخارج لوجدنا هذا الحكم ينطبق على أكثر الأفراد أيضا فإنه قد كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا أقل القليل ولكنه ليس حكما استغراقيا لأن الحكم لا ينطبق على كل فرد.
ومثل: الفهدُ أسرع من الذئب أي أن هذه الجنس والنوع من الحيوانات أسرع من ذاك وإذا نظرنا إلى الخارج فإنه يمكن أن يوجد بعض الذئاب أسرع من بعض الفهود.
مثال قال الله تعالى: (وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ) فأل في الماء لبيان الحقيقة وليس للاستغراق لأنه يقتضي استهلاك الماء كله في خلق الأحياء وليس كذلك لوجود ماء لم يفعل به هكذا كالماء الذي نشربه أو نغتسل به فإنه لم تخلق منه أحياء.

سادسا: المعرف بالإضافة

النكرة إذا أُضيفت إلى أحد المعارف السابقة صارت معرفة.
مثل: كتابك، وكتاب زيدٍ، وكتاب هذا، وكتاب الذي أكرمك، وكتاب الفقيه.
فكلمة كتاب في كل ذلك معرفة؛ لأن الأول مضاف إلى ضمير، والثاني إلى علم، والثالث إلى اسم إشارة، والرابع إلى اسم موصول، والخامس إلى معرف بأل.
ثم هنا مسألة وهي: ما هي رتبة المعارف فهل هي بمرتبة واحدة أو أن بعضها أعرف من بعض؟
والجواب: هو أن بعضها أعرف من بعض، ومعنى الأعرفية هو أن بعضها أشد تعيينا وتشخيصا لمدلوله من البعض الآخر وكلما كانت المعرفة محتملة للاشتراك كانت أقل تعريفا.
فالضمير أعرف المعارف لأنه أكثر تشخيصا لمسماه من البقية فإذا قلت: أنا جائعٌ، لم يحتمل عند المخاطب أن يدل لفظ أنا على غيرك إطلاقا بخلاف غيره كالعلم فإذا قلت: جاءَ زيدٌ فلربما قيل لك من هو زيد فاحتجت إلى تبيينه كأن تقول هو ابن فلان أو هو الطويل أو صفته كذا.
ثم العلم أعرف من الإشارة والموصول والمعرف بأل لأنه يدل على مسماه بلا قرينة بخلافها فهي تدل على مسماها بقرينة فكان أشد تخصيصا لمسماه منها.
ثم اسم الإشارة لأنه يدل على مشار إليه حاضر مثل: هذا رجل، بخلاف الاسم الموصول فإن جملة الصلة قد تكون للحاضر والغائب مثل: رأيتُ البارحة الذي فاز بالجائزة.
ثم الموصول وهو أعرف من المعرف بأل لأن أل ليست أصلا فيما دخلت عليه كالرجل فأصله رجل ثم أضيفت عليه أل ويمكن أن يستغني عنها نحو جاءَ رجل، بخلاف الموصول فإنه لا يستغني عن جملة الصلة إطلاقا.
وأما المضاف إلى واحد من المعارف فليس له رتبة خاصة به بل رتبته من رتبة المضاف إليه فمثلا كتاب زيد برتبة العلم لأنه أضيف إلى علم فيكون أعرف من اسم الإشارة والموصول والمعرف بأل، ومثل كتابُ هذا برتبة الإشارة فيكون أعرف من الاسم الموصول والمعرف بأل وهكذا.
ولكن استثنى العلماء المضاف إلى الضمير فإنه ليس برتبة الضمير بل برتبة العلم والسر في ذلك هو أنه قد تقررت عند العلماء قاعدة وهي: أن الصفة تكون برتبة الموصوف أو أقل فإذا قلتَ جاءَ زيدٌ المؤمنُ فهنا المؤمن صفة ونعت لزيد وهو معرف بأل وهو أقل رتبة من العلم.
وحينئذ إذا قلنا: مررتُ بزيدٍ صاحبِكَ، فصاحبك معرف بالإضافة إلى الضمير وهو صفة لزيد، فلو جعلنا المضاف إلى الضمير برتبة الضمير لاقتضى هذا أن تكون الصفة أعرف من الموصوف وهذا خرق للقاعدة. وإنما ذكروا أن الصفة لا تكون أعرف من الموصوف لأنها تابعة والموصوف متبوع والتابع لا يفضل على المتبوع كذا قالوا.

(شرح النص)

ثُمَّ ذُو الأداةِ، وهيَ ألْ عندَ الخليلِ وسيبويهِ، لا اللامُ وحدَها خلافًا للأخفشِ.
وتكونُ للعهدِ نحوُ (في زجاجةٍ الزجاجةُ) و (جاءَ القاضي)، أو للجنسِ كـ (أهلكَ الناسَ الدينارُ والدرهمُ) (وجعلنا مِنَ الماءِ كلَّ شيءٍ حيٍّ)، أو لاستغراقِ أفرادِهِ نحوُ (وخُلِقَ الإنسانُ ضعيفًا) أو صفاتِهِ نحو زيدٌ الرجلُ.
وإبدالُ اللامِ ميمًا لغةٌ حِمْيَرِيَّةٌ.
ثمَّ المضافُ إلى واحدٍ مما ذُكِرَ، وهوَ بحسبِ ما يضافُ إليهِ إلا المضافَ إلى الضميرِ فكالعلمِ.
.................................................. .................................................. ...................
¥

اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 495
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست