responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 488
وهنالك وجه إعرابي آخر في قولنا: نِعْمَ الرجلُ زيدٌ، وهو: نعم الرجل: جملة في محل رفع خبر مقدم، وزيدٌ: مبتدأ مؤخر وعلى هذا الوجه فلا حذف.

مواضع حذف الخبر وجوبا

يحذف الخبر وجوبا في أربعة مواضع هي:
1 - إذا وقعَ الخبرُ قبلَ جوابِ لولا الامتناعية، مثل: لولا الهواءُ لَهلكَ الحيوان، فلولا: حرف شرط غير جازم مبني على السكون، الهواءُ: مبتدأ، والخبر محذوف تقديره موجود، اللام: واقعة في جواب الشرط، هلكَ: فعل ماض، الحيوان: فاعل.
توضيحه: لولا حرف شرط يدل على امتناع لوجود أي امتناع تحقق جواب الشرط لوجود فعل الشرط، مثل: لولا الهواءُ لهلكَ الحيوانُ، فجملة فعل الشرط: الهواء موجود، وجملة الجواب: هلك الحيوان، والمعنى هو امتنع هلاك الحيوان لوجود الهواء. فإذا علم هذا فبعد لولا يأتي اسم مرفوع هو مبتدأ، ويكون خبره محذوفا وجوبا يقدر بموجود، وجملة الجواب تكون جملة فعلية. وحذف الخبر هنا واجب فلا تقل: لولا الهواء موجودٌ لهلكَ الحيوانُ.
2 - إذا وقع الخبرُ قبلَ جوابِ القسم الصريح، مثل: لعمرُ اللهِ إنَّك صادقٌ، اللام: لام الابتداء حرف مبني على الفتح، عمرُ: مبتدأ مرفوع وهو مضاف، والله: لفظ الجلالة مضاف إليه، والخبر محذوف تقديره: قسمي، إنكَ صادق: جملة الجواب.
توضيحه: القسم الصريح هو ما يعلمُ بمجرد لفظه كون الناطق مقسما به، مثل لفظ لعَمْر، وأَيْمُن، وهو مبتدأ وخبره محذوف وجوبا يقدر قبل جواب القسم مثل: لعمرُ الله لأفعلنَّ كذا، وأيْمُنُ اللهِ لأفعلن كذا، أي لعمر الله قسمي، وأيمن الله قسمي.
وأما القسم غير الصريح فهو الذي يستعمل في القسم وغيره مثل: عهد الله، فقد لا يراد به القسم مثل: عهدُ اللهِ يجبُ الوفاءُ به، وقد يراد به القسم مثل: وعهدُ اللهِ لأفعلنَّ كذا، ففي هذه الحالة يحذف الخبر جوازا والتقدير هنا وعهدُ اللهِ عليَّ، ويجوز أن تظهره بلا إشكال.
3 - إذا كان المبتدأ مصدرا عاملا وبعده حال يمتنع أن تكون خبرا، مثل: ضربي زيدًا قائمًا، فضربي: مبتدأ وهو مضاف، والياء مضاف إليه في محل رفع فاعل للمصدر، قائمًا: مفعول به منصوب للمصدر، قائما: حال منصوب، والخبر محذوف والتقدير ضربي زيدًا حاصلٌ إذا كانَ قائما.
توضيحه: المصدر قد يعمل عمل الفعل مثل: يعجبني فهمُكَ الدرسَ أي أنْ تفهمَ الدرسَ، فكما أن الدرس مفعول به للفعل فكذلك المصدر.
ثم إنه قد جاء بعد المصدر ومعموله (ضربي زيدًا) كلمة منصوبة تعرب حالا ولا تصلح أن تكون خبرا فلا يقال: ضربي قائمٌ لأنه لا معنى له فالضرب لا يكون قائما، بل الخبر محذوف والتقدير ضربي زيدا حاصل إذا كان قائما أو إذا وجد قائما. وكذا إذا قلنا تكريمي عمرا ناجحا أي تكريمي عمرا حاصل إذا كان ناجحا.
فإذا وقع المبتدأ مصدرا عاملا وبعده اسم يصلح أن يكون خبرا فيجب رفعه ليكون خبرا نحو: ضربي زيد شديد. فلا تقل ضربي زيدا شديدا لأن الضرب يوصف بالشدة فيصلح أن يكون هو الخبر.
4 - إذا وقع الخبر بعد واو المصاحبة الصريحة، مثل: كلُّ رجلٍ وعملُهُ، فكل: مبتدأ، رجل: مضاف إليه، و: حرف عطف، عمل: اسم معطوف على كل، والخبر محذوف تقديره كل رجله وعمله مقترنان.
توضيحه: واو المصاحبة أي المقارنة هي التي تفيد معنى مع بحيث إذا حذفنا الواو ووضعنا محلها مع صح المعنى مثل: كلُّ إنسانٍ وخلقُهُ، أي مع خلقه فيكون الخبر محذوفا تقديره مقترنان، ومثل: كل تاجر ومتجره أي مقترنان أو متلازمان.
فإذا لم تكن الواو صريحة في المصاحبة جاز ظهور الخبر وجاز حذفه مثل: زيدٌ وجارُه مقترنان فهنا الواو ليست صريحة في المعية لأن الإنسان لا يلازم جاره دائما أو في أغلب الأحوال فحينئذ يجوز أن تظهر الخبر ويجوز أن تحذفه وتقول: زيدٌ وجارُهُ، ويفهم الخبر من الاقتصار على المتعاطفين لأنه يدل ويشعر بالاقتران والتلازم بينهما فيكون الخبر محذوفا هنا جوازا وتقديره مقترنان. وهذا بخلاف كل رجل وعمله فإن الإنسان مقترن بعمله في أكثر الأحيان ومنشغل به.

(شرح النص)

وقد يتعددُ الخبرُ نحوُ: (وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ)، وقدْ يتقدمُ نحوُ: في الدارِ زيدٌ، وأينَ زيدٌ، وقدْ يحذفُ كلٌ من المبتدأِ والخبرِ نحو (سَلامٌ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ) أي عليكم أنتم.
¥

اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 488
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست