responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 487
أما إذا عاد على متأخر في اللفظ وفي الرتبة فهذا لا يجوز فلو قلنا: صاحبها في الدار، فصاحب مبتدأ وفي الدار خبر، وقد عاد الضمير في المبتدأ على الخبر، ومعلوم أن رتبة الخبر متأخرة على المبتدأ أي أن الأصل أن يأتي المبتدأ ثم بعده الخبر، فإذا قلنا صاحبها في الدار عاد الضمير على الخبر وهو متأخر في النطق ومتأخر في الرتبة وهذا لا يجوز فلذا كان تقديم الخبر هنا واجبا فنقول: في الدارِ صاحبها فيعود الضمير في صاحبها على متقدم عليه في اللفظ ومتأخر عنه في الرتبة وذلك جائز.

حذف المبتدأ والخبر

يجوز حذف كلٍّ من المبتدأ والخبر عند وجود دليل يدل على المحذوف منهما.
تقول لشخص: مَنْ أنتَ؟ فيقول: زيدٌ، أي أنا زيدٌ، فزيد: خبر لمبتدأ محذوف.
وتقول لشخص: مَنْ عندَكَ؟ فيقول: زيدٌ، أي عندي زيدٌ، فزيدٌ مبتدأ خبره محذوف.
وقد اجتمع حذف المبتدأ والخبر في قوله تعالى: (إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقالُوا سَلامًا قالَ سَلامٌ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ) أي سلامٌ عليكم، أنتم قوم منكرون، فسلام: مبتدأ والخبر محذوف، وقوم: خبر والمبتدأ محذوف. والحذف في كل ذلك جائز وليس واجبا.

مواضع حذف المبتدأ وجوبا

يحذف المبتدأ وجوبا في أربعة مواضع هي:
1 - بعد النعت المقطوع مثل: مررتُ بزيدٍ الكريمُ برفع الكريم على أنه خبر لمبتدأ محذوف، والتقدير: هو الكريمُ.
توضيحه: من المعلوم أن النعت يتبع المنعوت في رفعه ونصبه وجره مثل مررتُ بزيدٍ الكريمِ، وهنالك حالة أخرى وردت عن العرب يجيزون فيها حالة تسمى بالقطع وهي أن لا يتبع النعت المنعوت في الإعراب مثل: أكرِمْ عليًا الشجاعُ فإذا نصبت الشجاع كان على الإتباع وإن رفعته فهو على القطع فحينئذ ماذا نعربه؟ والجواب: يكون خبرا لمبتدأ محذوف وجوبا والتقدير هو الشجاع ففي هذا الموطن لا يجوز ذكر المبتدأ بل يجب حذفه.
2 - إذا كانَ الخبر دالا على القسم مثل: في ذمتي لأساعدنَّك، ففي ذمتي: جار ومجرور متعلقان بخبر مقدم، والمبتدأ محذوف والتقدير: في ذمتي يمين، واللام: واقعة في جواب القسم، أساعدنَّ: فعل مضارع مبني في محل رفع والفاعل مستتر، والكاف مفعول به.
توضيحه: عبارة (في ذمتي) قد لا تدل على قسم مثل قولكَ: في ذمتي دينٌ لفلان، فهنا الجار والمجرور متعلق بخبر مقدم تقديره موجود، ودين مبتدأ مؤخر، ولكن في قولك: في ذمتي لأفعلنَّ كذا تدل على قسم هنا بدليل قولك لأفعلَنَّ فإن وقوع اللام في الجواب تشعر بوجود قسم فإن هذه اللام هي اللام التي تقع في جواب القسم نحو واللهِ لأفعلنَّ كذا، فإذا علم ذلك فقولك: في ذمتي خبر، ومبتدؤه محذوف وجوبا تقديره يمين أو قسم، ولا يجوز أن يظهر فلا يقال في ذمتي يمين لأفعلن لأن جواب القسم أغنى عن ذكر المبتدأ.
3 - إذا كان الخبرُ مصدرا مرفوعا نائبا عن فعله، مثل قوله تعالى: (فَصَبْرٌ جَمِيلٌ) صبر: خبر لمبتدأ محذوف، تقديره: صبري، جميل: صفة للخبر.
وتوضيحه: صبر مصدر للفعل صبَرَ يَصْبِرُ، والمصدر قد ينوب عن فعله أي يحل محله ويدل عليه، تقول: أَصبرُ صبرًا جميلًا، فصبرا: مفعول مطلق، ويجوز أن ننشأ جملة أخرى بمعناها فنقول: صبرٌ جميلٌ. فأصل صبرٌ جميلٌ: أصبرُ صبرًا جميلا، فحذف الفعل أصبر، وأقيم المصدر الصبر مقامه وغير من النصب إلى الرفع ليكون خبرا لمبتدأ محذوف وجوبا والتقدير صبري صبر جميل.
ومثل: أَضربُ ضربا شديدا فهذه جملة فعلية يمكن أن نحولها إلى جملة اسمية بمعناها تكون أخصر وتغني عن التلفظ بها فنقول: ضربٌ شديدٌ أي ضربي ضربٌ شديد.
4 - إذا كان الخبر مخصوصَ نِعْمَ وبِئْسَ وهو مؤخر، مثل: نِعْمَ الرجلُ زيدٌ، فزيد: خبرٌ لمبتدأ محذوف وجوبا تقديره هو.
فإن تقدمَ وقيل: زيدٌ نِعْمَ الرجلُ، فزيد: مبتدأ، والجملة بعده خبر.
توضيحه: نِعْمَ وبِئْسَ فعلان ماضيان الأول لإنشاء المدح والثاني لإنشاء الذم، فيحتاجان إلى شيء مخصوص بالمدح والذم فقولنا نِعْمَ الرجلُ زيدٌ، المخصوص بالمدح هنا هو زيد، فنِعْمَ: فعل ماض لإنشاء المدح مبني على الفتح، الرجل: فاعل مرفوع، بقي زيد ماذا نعربه؟ والجواب: هو خبر لمبتدأ محذوف وجوبا والتقدير: هو زيدٌ. فإذا تقدم المخصوص بالمدح أو الذم مثل: زيدٌ نِعْمَ الرجلُ، فحينئذ يكون زيدٌ مبتدأً والجملة بعده خبرا.
¥

اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 487
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست