اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين الجزء : 1 صفحة : 484
2 - بعد إنْ ولو الشرطيتين، مثل: الناسُ مجزيونَ بأعمالِهم إنْ خيرًا فخيرٌ أو شرًا فشرٌ، والأصل: الناسُ مجزيونَ بأعمالِهِمْ إن كانَ عملُهم خيرًا فجزاؤهم خيرٌ وإن كان عملُهم شرًا فجزاؤهم شرٌ، فحذفت كان واسمها وأبقي الخبر في الموضعين.
ومثل قوله صلى الله عليه وسلم لمن طلب أن يزوجه امرأة ولا مهر عنده: التمسْ ولو خاتمًا من حديد. رواه البخاري ومسلم، أي التمسْ ولو كانَ الملتمَسُ خاتمًا من حديد، فخاتما: خبر لكان المحذوفة مع اسمها.
(شرح النص)
بابٌ: النواسخُ لحكمِ المبتدأِ والخبرِ ثلاثةُ أنواعٍ:
أَحدُها: كانَ، وأمسى، وأصبحَ، وأضحى، وظلَّ، وباتَ، وصارَ، وليسَ، وما زالَ، وما فَتِئَ، وما انفكَ، وما بَرِحَ، وما دامَ، فيرفعْنَ المبتدأَ اسمًا لهُنَّ، وينصبنَ الخبرَ خبرًا لهُنَّ، نحوُ (وكانَ رَبُّكَ قَدِيرًا).
وقدْ يتوسطُّ الخبرُ نحوُ: فليسَ سواءً عالمٌ وجهولُ.
وقدْ يتقدمُّ الخبرُ إلا خبرَ دامَ وليسَ.
وتختصُّ الخمسةُ الأُوَلُ بمرادفةِ صارَ. وغيرُ ليسَ، وفتئَ، وزالَ بجوازِ التمامِ أي الاستغناءِ عنِ الخبرِ نحوُ: (وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ) (فَسُبْحَانَ اللهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ) (خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ).
وكانَ بجوازِ زيادتِها متوسطةً نحو ما كانَ أحسنَ زيدًا.
وحذفِ نونِ مضارِعها المجزومِ وصلًا إنْ لمْ يلقَها ساكنٌ، ولا ضميرُ نصبٍ متصلٌ.
وحذفِها وحدَها مُعوِّضًا عنها ما في مثل: أَمَّا أنتَ ذا نفرٍ، ومعَ اسمِها في مثل: إنْ خيرًا فخيرٌ، والتمسْ ولو خاتمًا من حديدٍ.
.................................................. .................................................. ....................
لما أنهى الكلام على المبتدأ والخبر شرع يتكلم على نواسخهما وبدأ بكان وأخواتها فقال: (بابٌ) أي هذا بابٌ، فهذا المحذوف مبتدأ، وباب خبره (النواسخُ لحكمِ المبتدأِ والخبرِ ثلاثةُ أنواعٍ) كانَ وأخواتها، وإنَّ وأخواتها، وظنَّ وأخواتها. (أَحدُها: كانَ، وأمسى، وأصبحَ، وأضحى، وظلَّ، وباتَ، وصارَ، وليسَ) وهذه الثمانية لا يشترط في عملها شيء. (وما زالَ، وما فَتِئَ، وما انفكَ، وما بَرِحَ) وهذه الأربعة يشترط في عملها أن يتقدمها نفي أو نهي أو دعاء (وما دامَ) ويشترط في عمل هذا الفعل أن تسبقه ما المصدرية الظرفية (فيرفعْنَ المبتدأَ اسمًا لهُنَّ، وينصبنَ الخبرَ خبرًا لهُنَّ، نحوُ وكانَ رَبُّكَ قَدِيرًا) كانَ: فعل ماض ناقص، ربُّك: اسمها، قديرًا: خبرها (وقدْ يتوسطُّ الخبرُ نحوُ: فليسَ سواءً عالمٌ وجهولُ) هذا شطر بيت تمامه: سَلِي إنْ جَهَلْتِ الناسَ عنا ... فليسَ سواءً عالمٌ وجهولُ، والشاهد فيه أن سواءً خبر ليس وقد تقدم على اسمها مع بقاء نفس العمل لليس (وقدْ يتقدمُّ الخبرُ إلا خبرَ دامَ وليسَ) أي يجوز أن يتقدمَ الخبر على الفعل الناقص مثل: نائمًا كانَ زيدٌ ويستثنى خبر دام وليس فلا يقال: لنْ أقربَكُمْ حاضرًا ما دامَ زيدٌ، ولا حاضرًا ليسَ زيدٌ (وتختصُّ الخمسةُ الأُوَلُ) وهي كانَ وأمسى وأصبح وظلَّ وباتَ (بمرادفةِ صارَ) أي تكون بمعناها فستعمل للتحول كقوله تعالى: (فكانت هباءً منبثًا) أي صارت، (و) تختص (غيرُ ليسَ، وفتئَ، وزالَ بجوازِ التمامِ أي الاستغناءِ عنِ الخبرِ) أي تأتي كان وأخواتها تامة عدا ليس، وفتئ، وزال، مثل: أصبحَ زيدٌ أي دخل في وقت الصباح، فأصبح هنا فعل تام لا يحتاج المنصوب. (نحوُ وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ) أي وجد ذو عسرة (فَسُبْحَانَ اللهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ) أي حين تدخلون في الصباح وفي المساء (خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ) أي ما بقيت السموات والأرض، فكان وتمسون وتصبحون ودامت أفعال تامة ترفع فاعلا ولا تحتاج إلى الخبر (و) تختص (كانَ بجوازِ زيادتِها متوسطةً) بين المتلازمين كالمبتدأ والخبر نحو زيدٌ كانَ عالمٌ، والفعل وفاعله نحو لمْ يتكلمْ كانَ غيرُكَ، والصفة والموصوف مثل: قصدتُ لزيارةِ صديق كانَ مريضٍ، أو بين ما التعجبية وفعل التعجب (نحو ما كانَ أحسنَ زيدًا) والأصل ما أحسنَ زيدًا ثم زيدت الكاف والغرض من زيادتها
¥
اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين الجزء : 1 صفحة : 484